0 / 0

التداوي بالعسل وبماء زمزم ليس من الشعوذة

السؤال: 178530

هل قول الزوجة لزوجها وهي غاضبة عليه عند استخدام زيت الزيتون والعسل وماء زمزم للعلاج ” أنت طول اليوم مشغول بزيوتك كأنك مشعوذ ” ! هل هذا القول يعتبر من الاستهزاء بالدِّين ؟ .
وجزاكم الله كل خير .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

التداوي بالعسل وماء زمزم ، مشروع ثابت بالسنة النبوية ، ومن ذلك :
ما روى البخاري (5684) ومسلم (2217) عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ أَخِى يَشْتَكِى بَطْنَهُ . فَقَالَ : ( اسْقِهِ عَسَلاً ) ، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ : ( اسْقِهِ عَسَلاً ) . ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ فَعَلْتُ . فَقَالَ : ( صَدَقَ اللَّهُ ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ، اسْقِهِ عَسَلاً ) ، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له ) رواه ابن ماجه (3062) وصححه الشيخ الألباني ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنها مباركة ، إنها طعام طعم ) رواه الإمام مسلم (2473) وزاد غير مسلم بإسناده : ( وشفاء سقم ) أخرجه البزار (1171) و(1172) والطبراني في الصغير( 295) ، وصححه الألباني في ” صحيح الجامع (2435) .

وبهذا يعلم أن التداوي بهما وبزيت الزيتون ، ليس من الشعوذة .
لكن لعلها أنكرت طريقة معينة في التداوي ، أو إكثار زوجها منه ، وطول انشغاله به ؛ فإن بعض الناس يبالغ في الاهتمام بالزيوت والأعشاب .

وعلى كل ينبغي أن تبين لها فضل ومشروعية التداوي بالأدوية النبوية ، وأن تحذرها من الاستهزاء بشيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العبد يتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي بها في نار جهنم ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (6477) ومسلم ( 2988) عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق ).
وعند الترمذي (2314) ( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه ) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي “.

وينبغي أن يكون الإنسان قدوة في تحبيب السنة والأمر المحمود إلى أهله ، وأن لا يكون سلوكه منفرا من ذلك ، وأن يراعي تقديم الحقوق والواجبات على المندوبات والمباحات ، وألا نخرج الأمور عن مقاصدها الشرعية ؛ فالتداوي إنما يكون في حق المريض ، وبقدره ، ولا يكون شعارا على المرء ، وعملا غالبا على حاله ، بحيث ينشغل به طول اليوم أو أكثره ؛ فهذا أيضا لا أصل له في السنة ، ولا يظهر له ما يقتضيه من ناحية الطب .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android