0 / 0
18,36425/04/2012

ترفض الزواج قبل أختها الكبيرة مراعاة لشعورها

السؤال: 178790

أختي تكبرني بحوالي 15 عاما ، فهي تبلغ حوالي 45 عاما ، وهى التي ربتني مع أمي رحمها الله ، وهي إلى الآن لم تتزوج , ولا أدري ، أخاف إن خُطبتُ أو تزوجت قبلها أكون قد جرحتها دون أن أقصد ، وخاصة أن إخواني الذكور معظمهم متزوجون ومعهم أولاد ، وهي التي ربتهم أيضا ، ولم يبق إلا أنا وهي مع أبي ، خاصة أن من إخوتي من سافر ، فأخشى أن أكون من باب الأنانية أن أقبل مثلا بزوج وأعيش حياتي ، وأن هذا يؤثر فيها ، خاصة وأنها شديدة الحساسية , فقد رفضت أُناسا من قبل خشية أن أتعرض لهذا ! فما حكم ذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالنكاح ، صيانة للأعراض ، وحفاظا على العفة ، ومع أنه يحمد لك حرصك على مشاعر أختك ، ومراعاتك لها ؛ فلا نوافقك على ما تفكرين فيه من تضييع فرص الزواج منك ، لأجل حال أختك ؛ فماذا تستفيدين أو تستفيد أختك إذا جلست أنت وهي بدون زواج حتى مضى العمر من بين أيديكم ؟
لو كان الأمر دائرا بينك وبينها ؛ بمعنى أن أمامنا خاطبا واحدا ، يريد واحدة منكما ، لكنا نفهم أن تقدمي أختك على نفسك ، لتبدأ هي بالزواج ، ثم تتزوجي أنت .
لو كانت النفقة التي عندكم تعجز عن تزويجكما ، وأمامك أنت وهي فرصتان للزواج ، فقلت : نقدم الأخت الكبرى أولا ، لكنا نفهم ذلك ، ونقدره .
أما والحال ما ذكرت ، فلا تردي رزق الله لك ، ولا تضيعي فرصة زواجك ، لأجل أن أختك لم يأتها رزقها بعد ، ولم تأتها الفرصة المناسبة ؛ فهذا ليس أكثر من مبالغة في الخضوع للعادات والتقاليد ، أو مراعاة غير رشيدة لمشاعر الآخرين .
وبناء على ذلك : فنحن ننصحك بالإسراع في قبول أول فرصة مناسبة تأتيك للزواج الصالح ؛ لتعفي نفسك ، وتحصلي مقاصد الشرع في النكاح الحلال ؛ ومن يدري ؛ فلعل ذلك أن يكون بركة وفاتحة خير على أختك هي الأخرى ، ولعل الله أن يرزقها بأفضل مما جاءك ، وأن يعوضها من خزائن فضله على ما بذلت وواست .

وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلام طيب قريب من مسألتنا ، نذكره باختصار :
قال رحمه الله :
” لو كان الخطاب لا يخطبون إلا الصغيرة فللأب أن يزوجها ولو كان ذلك قبل تزويج الكبيرة. والناس في هذه المسألة على ثلاثة أقسام :
قسم لا يمكن أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة ، ويرى أن هذا عيب وإساءة للكبيرة ، مع أن الخطاب إنما يخطبون الصغيرة ولم يخطب منهم أحد الكبيرة ، وهذا غلط وهضم حق للصغيرة .
القسم الثاني : مثل حال هذا الرجل يريد أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة وهذا أيضا جناية .
القسم الثالث : من يتقي الله عز وجل ويزوج من خطبت سواء كانت الصغيرة أم الكبيرة ، وهذا هو الذي أدى الأمانة وأبرأ ذمته من المسئولية ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
وأخيرا أكرر النصيحة لأولياء أمور النساء أن يتقوا الله عز وجل فيهن وأن يراقبوا الله وألا يمنعوا الخطاب الأكفاء من تزويجهم بمن ولاهم الله عليهن ” .
انتهى “فتاوى نور على الدرب” (19/2) .

ويراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (13518) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android