أختي تكبرني بحوالي 15 عاما ، فهي تبلغ حوالي 45 عاما ، وهى التي ربتني مع أمي رحمها الله ، وهي إلى الآن لم تتزوج , ولا أدري ، أخاف إن خُطبتُ أو تزوجت قبلها أكون قد جرحتها دون أن أقصد ، وخاصة أن إخواني الذكور معظمهم متزوجون ومعهم أولاد ، وهي التي ربتهم أيضا ، ولم يبق إلا أنا وهي مع أبي ، خاصة أن من إخوتي من سافر ، فأخشى أن أكون من باب الأنانية أن أقبل مثلا بزوج وأعيش حياتي ، وأن هذا يؤثر فيها ، خاصة وأنها شديدة الحساسية , فقد رفضت أُناسا من قبل خشية أن أتعرض لهذا ! فما حكم ذلك ؟
ترفض الزواج قبل أختها الكبيرة مراعاة لشعورها
السؤال: 178790
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالنكاح ، صيانة للأعراض ، وحفاظا على العفة ، ومع أنه يحمد لك حرصك على مشاعر أختك ، ومراعاتك لها ؛ فلا نوافقك على ما تفكرين فيه من تضييع فرص الزواج منك ، لأجل حال أختك ؛ فماذا تستفيدين أو تستفيد أختك إذا جلست أنت وهي بدون زواج حتى مضى العمر من بين أيديكم ؟
لو كان الأمر دائرا بينك وبينها ؛ بمعنى أن أمامنا خاطبا واحدا ، يريد واحدة منكما ، لكنا نفهم أن تقدمي أختك على نفسك ، لتبدأ هي بالزواج ، ثم تتزوجي أنت .
لو كانت النفقة التي عندكم تعجز عن تزويجكما ، وأمامك أنت وهي فرصتان للزواج ، فقلت : نقدم الأخت الكبرى أولا ، لكنا نفهم ذلك ، ونقدره .
أما والحال ما ذكرت ، فلا تردي رزق الله لك ، ولا تضيعي فرصة زواجك ، لأجل أن أختك لم يأتها رزقها بعد ، ولم تأتها الفرصة المناسبة ؛ فهذا ليس أكثر من مبالغة في الخضوع للعادات والتقاليد ، أو مراعاة غير رشيدة لمشاعر الآخرين .
وبناء على ذلك : فنحن ننصحك بالإسراع في قبول أول فرصة مناسبة تأتيك للزواج الصالح ؛ لتعفي نفسك ، وتحصلي مقاصد الشرع في النكاح الحلال ؛ ومن يدري ؛ فلعل ذلك أن يكون بركة وفاتحة خير على أختك هي الأخرى ، ولعل الله أن يرزقها بأفضل مما جاءك ، وأن يعوضها من خزائن فضله على ما بذلت وواست .
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلام طيب قريب من مسألتنا ، نذكره باختصار :
قال رحمه الله :
” لو كان الخطاب لا يخطبون إلا الصغيرة فللأب أن يزوجها ولو كان ذلك قبل تزويج الكبيرة. والناس في هذه المسألة على ثلاثة أقسام :
قسم لا يمكن أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة ، ويرى أن هذا عيب وإساءة للكبيرة ، مع أن الخطاب إنما يخطبون الصغيرة ولم يخطب منهم أحد الكبيرة ، وهذا غلط وهضم حق للصغيرة .
القسم الثاني : مثل حال هذا الرجل يريد أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة وهذا أيضا جناية .
القسم الثالث : من يتقي الله عز وجل ويزوج من خطبت سواء كانت الصغيرة أم الكبيرة ، وهذا هو الذي أدى الأمانة وأبرأ ذمته من المسئولية ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
وأخيرا أكرر النصيحة لأولياء أمور النساء أن يتقوا الله عز وجل فيهن وأن يراقبوا الله وألا يمنعوا الخطاب الأكفاء من تزويجهم بمن ولاهم الله عليهن ” .
انتهى “فتاوى نور على الدرب” (19/2) .
ويراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (13518) .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة