0 / 0

قول سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء

السؤال: 179328

هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ” من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة ، وسبحان الله العظيم مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ” .
سؤالي : ما معنى هذا الحديث ؟
هل يعني من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة وسبحان الله العظيم مائة مرة ، فيكون مجموع ما قاله مائتي مرة في اليوم الواحد؟
أم ماذا يعني؟
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لم نقف على اللفظ الذي ذكره السائل في سؤاله في رواية تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) أخرجه البخاري (6406) ومسلم (2694) .

وفي هذه الرواية لا تقييد لقول هاتين الكلمتين بعدد معين ، أو زمان معين ، بل يشرع قولهما مطلقًا بأي عدد وفي أي وقت .

وصح – أيضا – عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ) أخرجه مسلم (2692) .
ولم يُذكر في هذه الرواية المقيدة لتوقيت الذكر وعدد مراته : قول : ” سبحان الله العظيم ” ، وإنما اقتصر الحديث على الجملة الأولى منه فقط : ” سبحان الله وبحمده ” .

وأقرب إلى ما جاء في السؤال ، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ) .
وفي لفظ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنْ الْخَلَائِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى ) .
أخرجه أبو داود (5091) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6425) .
والذي يظهر ، والله أعلم ، أن الأمر في ذلك واسع : فله أن يقتصر على قول ” سبحان الله وبحمده ” – مائة مرة – كما جاء في الأحاديث الثابتة المذكورة ، وله أيضا أن يقوله : ” سبحان الله العظيم وبحمده ” ، ولو قال أيضا : ” سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ” مائة مرة ، فلا بأس به ، إن شاء الله .
والمختار في العبادات والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من صيغة ، أن تفعل على جميع الصفات التي وردت بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” العبادات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع : يشرع فعلها على جميع تلك الأنواع ، لا يكره منها شيء ، وذلك مثل أنواع التشهدات ، وأنواع الاستفتاح ، ومثل الوتر أول الليل وآخره ، ومثل الجهر بالقراءة في قيام الليل والمخافتة ، وأنواع القراءات التي أنزل القرآن عليها ، والتكبير في العيد ، ومثل الترجيع في الأذان وتركه ، ومثل إفراد الإقامة وتثنيتها ” . انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 22 / 335 ) .

وبهذا يتبين أن المراد أن تقال الجملة كاملة ، مائة مرة ، على الصفات التي مر ذكرها .
ويراجع في تعدد صيغ الأذكار الجواب رقم (140759) .
ثانيًا :
تسبيح الله هو تنزيهه عن كل ما لا يليق بجلاله من النقائص .
قال النووي في شرح صحيح مسلم (9/160) : ” معنى التسبيح التنزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى من الشريك والولد والصاحبة ، والنقائص مطلقًا ” انتهى .
وأما تحميد الله فهو الثناء عليه ووصفه بصفات الكمال والتعظيم .
ومعنى اسم الله العظيم أنه : ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه عز وجل ، وأن كل ما دونه من خلقه يصغرون عن عظمته ، ويُحقَرون في جانب جلاله .
انظر : تفسير “جامع البيان ” للطبري (3/9) ، و” اشتقاق أسماء الله ” للزجاجي ص111 .
و” تفسير أسماء الله ” للزجاج ص46.
ويعد قول : “سبحان الله وبحمده ” من أجمع ألفاظ الذكر لاشتماله على معاني التنزيه والتهليل والتحميد والتكبير .
قال الحافظ ابن حجر : ” ويمكن أن يكون قوله ” سبحان الله وبحمده ” مختصرًا من الكلمات الأربع وهي : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ لأن ” سبحان الله ” تنزيه له عما لا يليق بجلاله وتقديس لصفاته من النقائص ، فيندرج فيه معنى لا إله إلا الله ، وقوله ” وبحمده ” صريح في معنى والحمد لله لأن الإضافة فيه بمعنى اللام في الحمد ، ويستلزم ذلك معنى الله أكبر ؛ لأنه إذا كان كل الفضل والإفضال لله ومن الله وليس من غيره شيء من ذلك فلا يكون أحد أكبر منه ” انتهى .
فتح الباري (18/215) .
ولذلك ترتب على تكرار قول هذه الكلمات الثواب الكبير المذكور في الحديث .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android