أنا متزوج وأب لثلاثة أطفال ، تخرجت من الجامعة من سنوات ، غير أنني كنت لا أعمل وكانت ظروفي الاجتماعية صعبة .
اشتغلت في إطار الشبكة الاجتماعية مع تقاضي منحة رمزية زهيدة : وهي نوع من أنواع الإعانات الاجتماعية التي تخصصها الدولة للأشخاص المحتاجين والبطالين ، وخصوصا المتزوجين غير العاملين وليس لهم دخل أو منحة أو مرتب ، مقابل عمل يؤدونه حسب تخصصاتهم .
وعند ظهور البرنامج الوطني لعقود ما قبل التشغيل – الخاص بخريجي الجامعات – قمت بالتسجيل فيه أيضا ، بما أنني جامعي ، واشتغلت في إطارها ، مع تقاضي منحة رمزية من مديرية تشغيل الشباب الجامعي التابعة لوزارة التشغيل ، كمساعدة من أجل اكتساب التجربة المهنية في ميدان اختصاصي ، قبل ولوج سوق العمل .
غير أنني بقيت في الوقت نفسه أعمل – كما ذكرت من قبل – في نفس المنصب ، ونفس المكان في إطار الشبكة الاجتماعية ، وأتقاضى المنحة الأخرى من وزارة التضامن الوطني .
فهل يحل لي استلام المنحتين المختلفتي المصدر ، وأنا أعمل في منصب واحد ، ومكان واحد دون علم أي من الجهتين بالأخرى ، وأنا محتاج إليهما لظروفي القاهرة ؟ أو كيف أتصرف في حال العكس ؟
هل يجوز أن يأخذ منحتين مختلفتي المصدر على عمل واحد دون علم الدولة ؟
السؤال: 180543
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
المنح والإعانات المعطاة من الدولة ، تعطى بناء على شروط معينة ، فمن استوفى هذه الشروط جاز له أخذها ، وإلا فلا .
والذي يظهر من سؤالك أن المنحة الأولى مشروطة بعدم حصول الإنسان على عمل أو دخل أو منحة ، وهذا يعني أنك لا تستحقها في حال أخذك منحة من مديرية تشغيل الشباب الجامعي .
فالواجب أن تختار إحدى المنحتين ، وأن تعلم أن غفلة الدولة أو الوزارة عن هذا الخطأ ، لا يبيح لك أخذ ما لا تستحقه .
ونحمد الله تعالى أن وفقك للسؤال ، وتحري الحلال ، ونسأل الله أن يبارك لك في رزقك ومالك ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه .
وتأمل هذا الحديث العظيم الذي هو درس وموعظة في القناعة : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في ” الحلية ” من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في ” صحيح الجامع” برقم (2085) .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب