0 / 0
10,39316/07/2012

مسلم حديثا ويتعرض لضغط من أهله ومن المدرسة ليحلق لحيته فماذا يصنع ؟

السؤال: 180939

أنا طالب مسلم – والحمد لله – أدرس في السنة النهائية من الجامعة هذا العام ، وقد هداني الله للإسلام منذ شهر أكتوبر الماضي ، وبعد إسلامي علمت أن المسلم يجب عليه أن يترك لحيته ولا يجوز له حلقها ، لذلك تركت لحيتي ولم أحلقها ، إلا أن نظام المدرسة التي أدرس بها تمنع الطلاب من تربية اللحية .
أسرتي وأهلي يضغطون عليَّ من أجل أن أحلق لحيتي ؛ حيث إني على وشك أن أفصل من المدرسة ؛ لأني لم أمتثل لأوامرهم بحلق اللحية ، ولكن هذا لا يمثل لي شيئًا بجانب الله عز وجل ، فحبي لله وطاعتي له أولاً ، ثم كل شيء بعد ذلك ، فما نصيحتكم لي – يا شيخ – وماذا أفعل ؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فنهنئك – أولاً – على الإسلام ونبشرك بالخير والبركة ، وإننا نرى أن إصرارك على الإيمان وتمسكك به لهو عنوان فلاحك إن شاء الله ، وإن تقديمك حق الله على حق العباد أفضل ما يتحلى به المؤمن .
وأما شأن اللحية فإن إعفائها واجب بنص السنة المشرفة ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى ) رواه البخاري ( 5553 ) ومسلم ( 259 ) .
وانظر حرمة حلقها في جواب السؤال رقم (1189 ) .
وإطلاقها هو اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/ 21 .

وأما بخصوص حلقها استجابة لتعليمات المدرسة واستجابة لرغبة الأهل ، فهناك خطوات ينبغي عليك أن تسلكها قبل تحقيق تلك الرغبات ، وهي :
1. أن تحاول مع إدارة المدرسة باستثنائك لإطلاق لحيتك ، وإذا كان هناك إدارة عليا لهذه المدرسة أو يوجد لها مالك فتخاطبهم للإبقاء على لحيتك دون حلق .
2. إذا لم ينجح الأمر ذاك فابحث عن نائب في الكونغرس في منطقتك أو محافظ أو شخصية لها وزنها ، للشفاعة لك عند إدارة المدرسة بعدم حلق لحيتك .
3. وإذا لم يتيسر لك ذلك وأمكنك تقديم شكوى على المدرسة بسبب مخالفتهم للحريات الشخصية فافعل ذلك .
4. وإذا لم ينفع ما سبق كله : فابحث عن بديل لتلك المدرسة تسمح تعليماتها لك بإطلاق لحيتك.
فإذا تيسر شيء مما سبق ذِكره ، فافعله حتى ترفع الحرج عنك ؛ فإنه لا يحل لأحد أن يسارع لفعل المحظور مع وجود استطاعة لدفع ذلك .

وفي حال لم تنجح محاولاتك في الإبقاء على لحيتك ، أو ضاق وقتك عن القيام بشيء من هذه المحاولات ، ولم يبق أمامك إلا الفصل ، أو حلق اللحية ، فلا بأس عليك – إن شاء الله – من الاستجابة لتلك التعليمات والضغوط ، فقط هذه الفترة المؤقتة حتى تنتهي من دراستك ، ثم تعود إلى التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .
وإذا أمكنك تخفيف اللحية دون حلقها ، فهو أهون ؛ فلا تحلقها بل خففها ، وإذا لم يمكن هذا وأصروا على الحلق فنرجو أن يكون لك عذر في ذلك عند الله ، وتكون قد بذلت وسعك في دفع ذلك ولم تستطع ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن / 16 ، وقال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/ 286 ، فإذا انتهى العام الدراسي فارجع لإعفائها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لمرضاته وأن ييسر لك الخير ويدفع عنك الشر .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android