تنزيل
0 / 0

هل تدل قصة مصّ النبي صلى الله عليه وسلم الدم عن أسامة على عدم نجاسة الدم ؟

السؤال: 180990

ما صحة حديث : عائشة رضي الله عنها قالت : “عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أميطي عنه الأذى ) ، فتقذرته ، فجعل يمص عنه الدم ، ويمجه عن وجهه ” ، وهل يمكن الاستدلال بالحديث : على أن الدم الخارج من جرح الرأس ، *أو اليد ونحوه هو دم طاهر ليس بنجس ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رواه ابن ماجة في “سننه” (1976) ، وأحمد في “مسنده” (25333) ، وابن حبان
في “صحيحه” (7056) ، والبيهقي في ” الشعب” (11017) ، وابن أبي شيبة في “المصنف”
(32972) ، وأبو يعلى في “مسنده” (4597) ، وابن عساكر في “تاريخه” (8/67) كلهم من
طريق شَرِيك عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ عَنْ الْبَهِيِّ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ : ” عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى )
، فَتَقَذَّرْتُهُ ، فَجَعَلَ يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ
ثُمَّ قَالَ : ( لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ حَتَّى
أُنَفِّقَهُ )
وهذا إسناد ضعيف ، شريك هو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ مخلط ، راجع “ميزان
الاعتدال” (2/270) .
ولكن تابعه مجالد بن سعيد ، فرواه أبو يعلى (4458) ومن طريقه ابن عساكر (8/68) من
طريق هشيم عن مجالد عن الشعبي عن عائشة قالت : ” أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوما وهو صبي قالت : وما ولدت ولا أعرف كيف يغسل
الصبيان . قالت : فآخذه فأغسله غسلا ليس بذاك ، قالت : فأخذه فجعل يغسل وجهه ويقول
: ( لقد أحسن بنا إذ لم يك بجارية ، ولو كنت جارية لحليتك وأعطيتك ) .
ومجالد ضعيف أيضا ، انظر “الميزان” (3/438) .

ورواه ابن سعد في “الطبقات”
(4/62) أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثنا أبو السفر قال :
” بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس هو وعائشة وأسامة عندهم ، إذ نظر رسول
الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامة فضحك ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( لو أن أسامة جارية لحليتها وزينتها حتى أنفقها ) .
وهذا مرسل صحيح .

فأصل الحديث بهذه المتابعة
وهذا الشاهد ثابت ، ومن ثَمّ صححه الشيخ الألباني رحمه الله في “الصحيحة” (1019)
وفي ” صحيح ابن ماجة ” ، وقال محققو مسند أحمد ، ط الرسالة (42/7) : ” حديث حسن
بطرقه ” .

لكن قصة مصّ النبي صلى الله
عليه وسلم الدم عن أسامة ومجّه غير ثابتة ؛ لتفرد شريك بها ، وهو سيء الحفظ ، فلا
يحتج به .
والدم السائل نجس باتفاق العلماء ، وإنما المعفو عنه يسير الدم . راجع جواب السؤال
رقم : (114018) ،
ورقم : (163819) .

قال ابن عبد البر رحمه الله :
” وَحُكْمُ كُلِّ دَمٍ كَدَمِ الْحَيْضِ ، إِلَّا أَنَّ قَلِيلَ الدَّمِ
مُتَجَاوِزٌ عَنْهُ لِشَرْطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَجَاسَةِ الدَّمِ أَنْ
يَكُونَ مَسْفُوحًا ، فَحِينَئِذٍ هُوَ رِجْسٌ ، وَالرِّجْسُ النَّجَاسَةُ ،
وَهَذَا إِجْمَاعٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الدَّمَ الْمَسْفُوحَ رِجْسٌ نَجِسٌ ”
انتهى من “التمهيد” (22/ 230) .

على أن هذا الحديث لو صح ،
فهو محمول على حال الضرورة ، أو الحاجة ، كما هو الشأن في الحجامة ؛ حيث كان الحجام
يمص الدم بفمه ، ثم يمجه .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android