0 / 0
6,77703/07/2012

تشعر بتأنيب الضمير حيث لم تذهب بابنتها للمستشفى مبكراً فماتت

السؤال: 181423

كان لديَّ طفلة توفيت قبل سنتين عن عمر سنة و 7 أشهر ، وذلك لمرض بالدم منذ الولادة ، وبعد وفاتها إلى الآن وأنا أحس بالتأنيب مراراً ، ولا أدري عليَّ ذنب بوفاتها أم لا ؛ حيث إنها بدأت أعراض مرضها تزداد ، ولم أذهب بها للمستشفى ، رحمة بها من الإبر وغيرها ، وحاولت الاعتناء بها كالعادة في المنزل وبعد يوم 6 ساعات ازدادت سوءاً وذهبنا بها للمستشفى ، ووجَّه الأطباء لي ولوالدها اللوم لعدم مجيئنا مباشرة حيث دخلت بغيبوبة وتوفيت بعد 3 أيام ، بالعادة لا تصل حالتها إلى هذا الحد من السوء عند تأخرنا بالذهاب بها للمستشفى .

ماذا عليَّ وعلى والدها بالتفصيل جزاكم الله خيراً ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فنعزيكم أولاً بتعزية النبي صلى الله عليه وسلم حين أخبرته ابنتُه بوفاة ابنها فقال ( إنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ) رواه البخاري ( 6228 ) ومسلم ( 923 ) من حديث أسامة بن زيد .
ونذكركم بحديث عظيم الوقع على النفس وعظيم الأجر في الآخرة ، فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ : نَعَمْ فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ ) رواه الترمذي ( 1021 ) وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وحسَّنه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
فعليكم بالصبر والاحتساب وحمد الله على ما قدَّر وقضى ، والعلم علم اليقين أن ما كتبه الله خير لكم ولها وشر دفعه عنكم وعنها وأنه أرحم بالطفلة منكِم وأرأف .
وهذا الموت مهما حذر الإنسان منه فلا بدَّ أن تذوقه كل نفس ، وكلنا إليه صائرون صغاراً وكباراً أصحاء ومرضى ، قال تعالى ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف/ 34 ، وقال تعالى ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان/ 34 .
ولا حرج عليكما فيما فعلتما ، إن شاء الله ، فقد فعلتما ما تظنانه حسناً في مصلحتها ، وليس على وجه الأرض أحد أرحم بالطفلة منكِ ومن والدها ، ولم يكن بحسبانكما أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه ، فنرجو أن يرفع الله عنكم الحرج ، وها أنتِ ووالدها قد ذهبتما بها إلى المستشفى عندما رأيتما الحالة تستدعي ذلك .

وإنما الذي ينبغي عليكما ، وعلى غيركما : الحذر من ” الإهمال ” والحذر أيضا من الشفقة الضارة ، وقد قيل : ” أشفق على ولدك من إشفاقك عليه ” ، فليس كل من سارع بابنه المريض إلى المستشفى قد أحسن إليه ، فنرجو من الله أن لا يكون عليكما مؤاخذة في فعلكما ، واتركا معاتبة النفس والتأنيب على ما فات ، وقدما الخير لنفسيكما بالعمل الصالح ، والإكثار من الإنجاب ، وتربية أولادكما على الدين والخلُق .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android