اسم ولدي عبد المجيد ، وأكنيه مجودي ؛ فهل هذا يعتبر استهزاء بأسماء الله الحسنى ؟
مناداة الصبي بدحوم ومجودي وعزوز هل هو من تصغير اسم الله ؟
السؤال: 181453
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا حرج في أن تنادي ابنك عبد المجيد بمجودي ، وقد كان شائعا في المتقدمين مثل هذا النحت ، كقولهم : دحيم ، وهو منحوت من عبد الرحمن .
روى البخاري من حديث أَنَسٍ قَالَ : ” قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ “, وَقَالَ دُحَيْمٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُهَ ” .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ” قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ( وَقَالَ دُحَيْم (هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ ، وَصَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنْ الْحَسَن بْن سُفْيَان عَنْهُ ” انتهى من فتح الباري” (7/ 258).
فالنحت أو التصغير هنا واقع على المنادَى ، وليس على اسم الله تعالى .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ” كثيراً ما نسمع من عامي ومتعلم تصغير الأسماء المعبدة أو قلبها إلى أسماء تنافي الاسم الأول ، فهل فيه من بأس؟ وذلك نحو عبد الله تجعل (عبيد) و (عبود) و (العبدي) بكسر العين وسكون الباء، وفي عبد الرحمن (دحيم) بالتخفيف والتشديد، وفي عبد العزيز (عزيز) و (عزوز) و (العزي) وما أشبه ذلك، أما في محمد (محيميد) وحمداً، والحمدي وما أشبهه؟
فأجاب: لا بأس بالتصغير في الأسماء المعبدة وغيرها، ولا أعلم أن أحداً من أهل العلم منعه، وهو كثير في الأحاديث والآثار كأنيس وحميد وعبيد وأشباه ذلك، لكن إذا فعل ذلك مع من يكرهه فالأظهر تحريم ذلك ؛ لأنه حينئذ من جنس التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم إلا أن يكون لا يعرف إلا بذلك, فلا بأس كما صرح به أئمة الحديث في رجال كالأعمش والأعرج ونحوهما ” انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (18/ 54).
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : ” هل يجوز اختصار الأسماء مثل: عبد الرحمن وعبد الله ؟
فأجاب : هذا مثل شيوخ أبي داود عبد الرحمن بن إبراهيم يقال له: دحيم ، وهذا كما هو معلوم تصغير للشخص، وهو منحوت من الاسم، مثل: عبدان وعباد مأخوذة من عبد الله، ودحيم مأخوذة من عبد الرحمن، وهكذا ” انتهى من “شرح سنن أبي داود”.
وسئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله : ” ما حكم لو قال لشخص اسمه عبد العزيز أو عبد الكريم ونحوه فقال له كريم أو عزيز أو عبد الحكيم فقال له حكيم؟
فأجاب : يجوز إذا قصد الشخص ولم يقصد اسم الله ، ولأن اسم عزيز وحكيم يجوز التسمية بها ابتداءً إذا لم يلاحظ الصفة ، إنما هي للعلمية.
مسألة: ما حكم لو صغّر ذلك فقال لمن اسمه عبد العزيز ، قال له : عزيز ، أو عبد الرحيم رحيم ، أو حكيم قاله لعبد الحكيم بالتصغير؟
الجواب : كالمسألة السابقة : يجوز ؛ فإذا جاز اسم حكيم وعزيز له مكبرًا ، فيجوز التصغير من باب أولى ، بشرط أن لا يقصد اسم الله والعياذ بالله ” انتهى من “المعتصر شرح كتاب التوحيد”.
وأما التصغير الممنوع ، فهو كأن يقال : عبد العُزيز ، أو هو العُزيز ، وهذا حرام ؛ لأنه لا يجوز تصغير اسم الله إجماعا ، كما حكاه الجويني ونقله ابن حجر في الفتح (13/ 366).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب