0 / 0
564,05208/08/2012

تريد أن تدعو على من ظلمها ، وحكم قراءة سورة ( الفيل ) على الظالم .

السؤال: 181752

نحن أصحاب عقار ، والمستأجر انتهى عقده ، ولا يريد إخلاء العقار ، وهو لا يدفع فواتير الماء ولا الكهرباء ، منذ فترة من الزمن ، وبالنسبة للإيجار ، فهو لم يدفعه منذ سنة وشهرين ، رفعنا دعوة ضده ، والمحكمة تأجلت حتى الآن 3 مرات ، أثناء الصلاة أدعو كثيرا وقت السجود أن ينقذنا من هذا المستأجر الذي أكل حقنا ، في السابق كنت أقول اللهم أرني فيه عجائب قدرتك ، لمدة يوم كامل ، ثم اليوم التالي ، يأتينا الخبر ان المحكمة قد تأجلت ، أما الآن ، فقد نفذ صبري ، فأردد سورة الفيل ؛ لكي ينتقم الله عز وجل من الظالم ، ولكي آخذ حقي ، أنا لا أريد أن أظلمه ، لكن هو الذي ظلم نفسه وظلمني كثيرا ، ربما هذه السورة ليست للانتقام ، لكن عندما قرأتها على مستأجر آخر نجانا الله منه ، أحد الشيوخ أخبر خالتي أنها تخلصك من الظالم ، وهي تبرد قلبي عندما اقرؤها .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
معلوم أن الظلم حرمه الله تعالى على عباده ، وقد وعد الله المظلوم بنصرته واستجابة دعائه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) رواه الترمذي (2525) صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
فدل هذا الحديث على مشروعية دعاء المظلوم على من ظلمه ، لكن لا يدعو عليه بغير مظلمته ، ولا يعتدي عليه في الدعاء ، فيظلمه هو الآخر .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (45653) ورقم (71152) .
ثانيا :
ترديد قراءة سورة الفيل للتخلص من الظالم والانتقام منه لا نعلم له أصلا ، وهو إلى البدعة أقرب.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
” ومن البدع التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل .
ومنها :
– قراءة الفاتحة بنية قضاء الحوائج وتفريج الكربات.
‌- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة على المصلين قبل الخطبة بصوت مرتفع.
– قراءة سورة يس أربعين مرة بنية قضاء الحاجات ” انتهى باختصار.
انتهى من ” بدع القراءة ” (ص/14-15) .

وإذا قدر أنه قد حصل لك نفع عقب قراءتها على مسـتأجر آخر ، فلا يعني ذلك أنه كان بسبب قراءتها ، ولا يعني ـ من باب أولى ـ أن ذلك أمر مشروع مستحب .
قال الشوكاني رحمه الله :
” السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، ولا يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا . وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة ، وهو أرحم الراحمين ، وقد تكون الاستجابة استدراجا ” .
انتهى من “تحفة الذاكرين” (ص 211) .
وأما ما يحصل لك عند قراءتها من برودة القلب ، أو راحة البال ، فهذا أمر لا ينكر ؛ فقد قال الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 ؛ لكن ينبغي أن تنصرف عنايتك إلى القرآن كله ، مع زيادة اهتمام بما ثبت له فضيلة خاصة في الشرع ، كسورة الإخلاص ، والملك ، ونحو ذلك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android