استقدام الطقاقات للعرس مشروط بعدم حصول منكر بحضورهن
السؤال: 185151
راجعت عددا من الفتاوى حول حكم”الطقاقات” في الزواجات ، ووجدت إباحتها بشروط ، ومن ضمن تلك الشروط : أن لا يكون هناك تفسخ وعري لدى النساء ؛ سؤالي : إذا كان أهل العروسين ممن يحرص أن لا يكون هناك منكر ولا تبذير – هل القصد في الشرط دخول المدعوات أيضا بهذا الحكم ؟ إذ لا بد أن يلتزمن باللباس الساتر وألا يتم تحريم “الطقاقات” لانتقاص أحد الشروط ؟ وهل يأثم أهل العروسين بذلك ، بمعنى : هل يتحمل العريس إثم ذلك لكونه سبب تجمعهم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا مانع من استئجار الطقاقة للعرس إذا كانت تضرب بالدف وتغني ، على أن لا يصحب ذلك
منكر من استخدام الأدوات الموسيقية المحرمة أو الغناء الفاحش أو التعري الفاضح أو
الاختلاط ونحو ذلك .
وعلى أصحاب العرس مراعاة أن يكون عرسهم في حدود المباح شرعا ، وهم في عرسهم وفرحهم
ومحل دعوتهم أولى الناس بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ
مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) .
رواه مسلم ( 49 ) .
وعلى المدعوات أن يلتزمن باللباس الساتر ويتحلين بالعفة ولا يجعلن من تلك الأفراح
مجالا للتعري وفعل ما يسخط الله عليهن .
وعلى من شهد العرس ، سواء كان من أهله أو من المدعوين ، أن يقوم بواجب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذا في المكان ما يخالف شيئا من أدب الشرع ، وأن
يجتهدوا في نصح الحضور ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وترغيب الناس في أدب الشرع .
وعدم التزام بعض المدعوات
بالشرع في لباسها لا يعني بالضرورة منع الطقاقة ، وإنما يلزم منه الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، حتى إذا أدى عمل الطقاقة إلى مزيد من المنكر لعدم التزام هؤلاء
النسوة بالشرع : فإما أن يكف صاحب المنكر أو تمنع الطقاقة .
وكذلك إذا علم أصحاب العرس
أن استقدام الطقاقات قد يؤدي إلى فعل المنكر في عرسهم ، لما قد يعلمونه من حال بعض
المدعوات ، ولا يستطيعون تغييره ، فالواجب عدم استقدامهن منعا لحصول المنكر المترتب
على حضورهن .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
عن حكم ما يسمى بالطقاقات في حفلات الزواج ؟ وإذا كانت الزوجة مجبرةً على قبول ذلك
ماذا عليها ؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ” الطقاقات يعني الضاربات بالدف ، أو بالطبل ، أو ما أشبه
ذلك . فالضاربات بالدف لا حرج عليهن ليلة الزفاف ، بل هذا من الأمور المطلوبة إذا
خلا من محظور ، وأما الضاربات بالطبل أو نحوه فإنه لا يجوز حضورهن لأن السنة إنما
وردت في الضرب على الدف ، والدف هو الذي له وجهٌ واحد والطبل هو الذي له وجهان .
وينبغي كذلك أن ننظر إلى الأغاني التي تغنيها هذه الطقاقات فإن كانت أغاني نزيهة
بريئة بعيدة عن أغاني السفهاء فلا بأس ، وإن كانت أغاني رديئة بذيئة هابطة فلا يجوز
حضورها ، اللهم إلا إذا كان حضور المرأة سبباً في منع هذه الأشياء بأن تكون المرأة
ذات كلمة مقبولة إما بسبب السلطة أو بسبب القيادة الشرعية ، فحينئذٍ تحضر لتزيل
المنكر ، وأما إن كانت لا تقدر على إزالة المنكر فإن حضورها حرام .
والحاصل أن حضور هذه الطقاقات حرامٌ في الأمور التالية :
أولاً : إذا كن يضربن بالطبل أو نحوه .
ثانياً : إذا كانت الأغنية التي يغنينها هابطة بذيئة رديئة فإنه لا يجوز .
الثالث : إذا كان هناك اختلاط بين الرجال والنساء فإنه لا يجوز أيضاً .
الرابع : إذا كان النساء يأتين بثيابٍ عارية محرمٌ لبسها فإنه لا يجوز ، إلا إذا
كان حضور المرأة سبباً في منع هذا المحرم فإنه يجب أن تحضر ليزول ذلك المحرم .
وإذا كانت المرأة لا تدري ، دعيت إلى العرس وهي لا تدري ، فلتجب إن شاءت ، ثم إن
رأت منكراً وقدرت على تغييره غيرته ، وإن لم تقدر على تغييره ، وجب عليها القيام
والرجوع إلى بيتها ” انتهى من”فتاوى نور على الدرب” (10/103) .
راجعي لمعرفة كيف تكون حفلة الزفاف إسلامية ؟ جواب السؤال رقم : (11446)
.
وراجعي للفائدة جواب السؤال رقم : (52804)
، (119600)
.
والله تعالى أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة