0 / 0

حكم احتراف لعبة كرة القدم ، وتقليد اللاعبين في طريقة اللعب

السؤال: 187646

أنا مسلم وأحب لعب كرة القدم العادية وليست المنظمة ، أنوى أن أحترف لعبة كرة القدم فى المستقبل إن شاء الله ، ولكنني سأتركها إن شاء الله إذا تعارضت مع صلواتى ، أو أن تسببت لي في أن أشرك .

وسؤالى هو : أنا احاول التمرن لكرة القدم كل يوم ، وأقلد بعض اللاعبين فى أسلوب لعبهم ، وأصبحت مبدئيا أشبههم كلاعب لكرة القدم ، وليس كشخص .
فهل من الشرك أن اتبع شخصا فى أمور ليست دينية وحيث لا يتاح فيها إرشاد ديني ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في ممارسة لعب كرة القدم كرياضة من الرياضات النافعة للبدن المقوية له ، ولكن يشترط لممارسة هذه اللعبة شروط سبق بيانها في الفتوى رقم : (84291) .
وهذا بالنظر إلى اللعبة في حد ذاتها ، وأما أن تجعل لها مباريات ، وتبذل فيها الأموال ، ويشغل بها الناس ، وتضيع لأجلها الأوقات ، ويتحزب الناس لأجلها ، ويُمجّد بها الكفار والفجار ، حتى يغدو اللاعب مثلا للأبناء والبنات ، فهذا لا شك في منعه وتحريمه.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : ” الأصل في مثل هذه الألعاب الرياضية الجواز إذا كانت هادفة وبريئة ، كما أشار إلى ذلك ابن القيم في “كتاب الفروسية” وذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية وغيره ، وإن كان فيها تدريب على الجهاد والكر والفر وتنشيط للأبدان ، وقلع للأمراض المزمنة وتقوية للروح المعنوية ، فهذا يدخل في المستحبات إذا صلحت نية فاعله ، ويشترط للجميع أن لا يضر بالأبدان ولا بالأنفس ، وأن لا يترتب عليه شيء من الشحناء والعداوة التي تقع بين المتلاعبين غالباً ، وأن لا يشغل عما هو أهم منه ، وأن لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة .
ولكن من تأمل حالة أهل الألعاب الرياضية اليوم وسبر ما هم عليه ، وجدهم يعملون من الأعمال المنكرة ما يقتضي النهي عنها ، علاوة على ما في طبيعة هذه الألعاب من التحزبات وإثارة الفتن والأحقاد والضغائن بين الغالب والمغلوب ، وحزب هذا وحزب ذاك ، كما هو ظاهر ، وما يصاحبها من الأخطار على أبدان اللاعبين نتيجة التصادم والتلاكم ، فلا تكاد تنتهي لعبتهم دون أن يصاب أحد منهم بكسر أو جرح أو إغماء ، ولهذا يحضرون سيارة الإسعاف .
ومن ذلك : أنهم يزاولونها في أوقات الصلاة مما يترتب عليه ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها.
ومن ذلك : ما يتعرض له اللاعبون من كشف عوراتهم المحرمة ، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة ، ولهذا تجد لباسهم إلى منتصف الفخذ ، وبعضهم أقل من ذلك ، ومعلوم أن الفخذ من العورة ، لحديث : ” غط فخذك فإن الفخذ من العورة ” [ وراه الترمذي (2797) وصححه الألباني ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :” لا تكشف فخذك ولا تنظر فخذ حي ولا ميت ” [ رواه أبو داود (4015) ] . والله أعلم ”
انتهى من “فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم” ج 8 سؤال : 1948
وقد سبق الحديث عن حكم احتراف لعبة ” كرة القدم” في الفتوى رقم :(75644).
وأما تقليد اللاعبين فنقول :
لا شك أن اللاعبين المحترفين المشهورين في مجال هذه اللعبة على غير الجادة بل هم – في الغالب الأعم – إما كفار على غير دين الإسلام وإما فسَّاق , والتشبه بالكفار والفساق في لباسهم وعاداتهم وخصائصهم التي يتميزون بها لا يجوز؛ لما أخرجه أبو داود برقم (4031) عن ابن عمر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم ).
قال القاري: ” أي من شبه نفسه بالكفار مثلا في اللباس وغيره ، أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء الأبرار ( فهو منهم ) أي في الإثم والخير”
انتهى من ” مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ” (7 / 2782) .
أما التشبه باللاعبين في أسلوب اللعب وفيما عندهم من مهارات فقط ، فهذا لا حرج فيه ولو كانوا كفارا أو فساقا, لأن هذا ليس من خصائصهم التي يتميزون بها , ولم يقصد التشبه بذواتهم ، أو ما هم عليه من دين وخلق .
جاء في ” حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ” (1 / 336): ” التشبه بأهل الكتاب لا يكره في كل شيء ؛ فإننا نأكل كما يأكلون ، ونشرب كما يشربون ؛ وإنما الحرام التشبه بهم فيما كان مذموما ، وما يقصد به التشبه ” انتهى .
وقال ابن عابدين ” وكراهة التشبه بأهل البدع مقرر عندنا أيضا ، لكن لا مطلقا، بل في المذموم وفيما قصد به التشبه بهم ” انتهى من ” الدر المختار وحاشية ابن عابدين ” (6 / 753).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android