0 / 0

يسأل عن لعبة كرة القدم الإلكترونية

السؤال: 191366

هناك لعبة لكرة القدم تسمي ” مدير كرة القدم 2012-2013″ ، وتظهر فى بداية اللعبة صورة لتلك اللعبة .
وأريد أن أعرف هل يعد تغيير صورة اللاعبين فى اللعبة من موسم لآخر صنعا للصور ؟ . على سبيل المثال ، أبدأ الموسم ، ويأتي الموسم الثاني فيضيف المحرك لاعبين جدد بطريقة عشوائية حتى أدخلها فى اللعبة ، ويكون لهؤلاء اللاعبين لون للشعر ، وأنف ، ولون للبشرة ، وصورة ، من الممكن أن ترى ذلك على الرابط الإلكتروني المذكور أدناه . عندما تبدأ اللعب لا ترى للاعبين أنوفا أو أعين ، ولكن صورة صغيرة جدا لهم .
وإذا كانت تلك الصورة مفصلة هل يعد ذلك صنعا للتصاوير ؟ من فضلك وضح لي الأمر لوجه الله تعالى ؛ لأن هذه اللعبة ومشاهدة كرة القدم هما وسيلتي للترفيه الوحيدة في حياتي ، ولأنني لا أريد أن أشاهد أشياء قذرة على شاشات التلفاز ويفسد عقلي بسبب الأشياء المحرمة التي تجذبني ، خاصة وأنا أعيش في دولة كافرة ، ويصعب فيها التحكم في شهوتي ؛ لذلك تسهل هذه الأشياء الأمور علي ، ويمكن أن أقطع حياتي حول خدمة الله تعالى ، وقد سألت رجلا ليسأل لي عن تلك اللعبتين ” فيفا 2012 وفيفا 2013 ” وسأل رجلا من المدينة وقال : إن بهما صورا ، رزقني الله إخلاص النية ، ويسَّر علي . وأرجو منك الدعاء لي . رزقنا الله وإياك الجنة والشهادة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الشريعة الإسلامية شريعة متوازنة ، تراعي النوازع النفسية نحو اللهو والمرح ، وتسعى لتوجيه ذلك الوجهة الصحيحة التي تصلح ولا تفسد ، وتعتدل ولا تطغى ، وذلك أحد أسرار كمالها ومناسبتها لكل زمان ومكان .
لذلك فقد ثبت استثناء الألعاب المجسدة من الأحاديث المحرمة للتصوير ، وذلك في حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : ( كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ – وفي رواية مسلم ( وهن اللعب )- عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي ) رواه البخاري (6130) ومسلم (2440)
وأيضا قالت رضي الله عنها : ( قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن غَزْوَةِ تَبُوكَ أو خيبر ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ، فَهَبَّت رِيحٌ ، فَكَشَفَت نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَن بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ ، لُعَب ، فَقَالَ : مَا هَذا يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَت : بَنَاتِي ، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَه جَنَاحَانِ مِن رِقَاعٍ ، فَقَال : مَا هَذَا الذِي أَرَى وَسطَهن ؟ قَالت : فَرَسٌ ، قَالَ : وَمَا هَذا الذي عَليه ؟ قَالَت : جَنَاحَانِ ، قَالَ : فَرَسٌ لَه جَناحانِ ؟ ! قَالَت : أَمَا سَمِعتَ أَنَّ لِسُلَيمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟! قَالَت : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيتُ نَوَاجِذَه ) رواه أبو داود (4932) وصححه العراقي في تخريج الإحياء (2/344) والألباني .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
” يجوز تصوير لعب البنات ؛ لأن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تلعب بها عنده صلى الله عليه وسلم ، رواه مسلم . وحكمته تدريبهن أمر التربية ” انتهى من ” تحفة المحتاج ” (7/434).
والمشهور في الرخصة هنا أنها للصغار ، كما قرره غير واحد من أهل العلم ؛ كابن بطال في ” شرح صحيح البخاري ” (9/304)، وبدر الدين العيني في ” عمدة القاري ” (22/170) .
وقد يقال إنما رخص للبنات في مثل ذلك للحاجة ، فمن احتاج إلى مثل ذلك من الكبار ، لم يبعد أن يرخص له فيه ؛ كما هو الحال فيمن استعان بها على ترك المحرمات الظاهرة ، وشق عليه الاستغناء عنها ، كما ذكر السائل في سؤاله ، حيث يشتغل باللهو المباح عن مغريات المعاصي والفتن ، ويقطع عن نفسه السآمة والملل ، ويجد فيها غنية عن البحر المحيط من الآثام ، فالذكي هو الذي يحسن رعاية نفسه عن الحرام ، ويتدرج بها مسالك الترويض ليقتادها إلى شاطئ النجاة ، ولو أدى ذلك إلى الوقوع في بعض المكروهات أثناء الطريق .
وقد بوب الإمام النسائي في ” السنن الكبرى ” (8/179) على حديث عائشة رضي الله عنها بقوله : ” إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات “، هكذا مطلقا من غير تقييد بالصغر ، كما أن حادثة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لعبة الفرس ذي الجناحين وقعت بعد ( خيبر أو تبوك ) على حد شك الراوي ، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” عائشة كانت في غزوة خيبر بنت أربع عشرة سنة ، إما أكملتها ، أو جاوزتها ، أو قاربتها ، وأما في غزوة تبوك فكانت قد بلغت قطعا ” انتهى من ” فتح الباري ” (10/527) .
والمراد من ذلك بيان أن التساهل في شأن الألعاب الإلكترونية المنضبطة لبعض البالغين له حظ من الدليل والنظر ، وله وجه منقول ومعقول ، بشرط أن لا يركن البالغ إلى مثل هذه الألعاب في قضاء الوقت واجتناب المنكرات ، بل لا بد من الاشتغال بالأمور النافعة ، من دورات عملية مفيدة ، ودراسات نافعة ، ومشاركة الجاليات المسلمة في أنشطتها المتنوعة ، بل والعمل على خلق المجتمع الإسلامي داخل المحيط البعيد عن الدين ، وقد نجح الكثيرون والحمد لله في مثل هذه الأعمال ، بل نجح غير المسلمين في تحقيق ذلك في بلاد المسلمين ، فالمسلم أحق بإنجاز هذا الهدف من غيره .
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” صورُ الكرتونِ التي تخرجُ في التلفزيون إن كانت على شكلِ آدميٍّ فحكمُ النظرِ فيها محلُّ ترددٍ ، هل يُلحقُ بالصورِ الحقيقية أو لا ، والأقربُ أنه لا يُلحَقُ بها ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (2/رقم 333)
وفي موقعنا مجموعة أخرى من الضوابط المهمة في حكم الألعاب الإلكترونية ، يمكن مراجعتها في الفتاوى الآتية : (2898)، (98769) ، (121326) .
والحاصل :
أننا نرجو ألا يكون عليك حرج في ممارسة هذه اللعبة ، لكن شريطة ألا يكون ذلك دأبك ، بل إنما تكون ـ كما هو شأن اللعب والترفيه ـ في الوقت بعد الآخر ، واجتهد في أن تستغني عنها ، وتشغل وقتك بما ينفعك من العلم النافع والعمل الصالح ، وإذا وجدت مكانا مناسبا لممارسة الرياضة بنفسك ، فهو أنفع لك وأفضل .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android