تنزيل
0 / 0
78,48001/02/2013

حكم قول القائل ” لبيك يا رسول الله ” .

السؤال: 191792

ما حكم قول ( لبيك يا محمد ) ، ( لبيك يا رسول الله ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أما قول القائل : " لبيك يا رسول الله " ، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا إشكال في جوازه ، وقد اشتهر ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقائع عديدة .
روى البخاري (128) ومسلم (32) عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ : ( يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ) ، قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ،قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ – ثَلَاثًا – قَالَ : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ) .
" قال ابن الأنبارى : معنى قوله : ( لبيك ) أنا مقيم على طاعتك ، من قولهم : لب فلان بالمكان وألب به إذا أقام به ، ومعنى سعديك من الإسعاد والمتابعة ، وقال غيره : معنى ( لبيك ) أى : إجابة بعد إجابة ، ومعنى سعديك : إسعادا لك بعد إسعاد ، قال المهلب : والإجابة بنعم وكل ما يفهم منه الإجابة كاف ، ولكن إجابة السيد والتشريف بالتلبية والإرحاب والإسعاد أفضل " انتهى من "شرح صحيح البخارى" (9 /50) .
وينظر جواب السؤال رقم (21617) .

وإذا كان مقررا أن النداء والخطاب إنما يكون للحي ؛ فلا ينادى إلا الحي الذي يسمع من يناديه ، ولا يخاطب كذلك إلا الحي الذي يسمع الخطاب ، ولا يطلب شيء إلا من الحي الذي يسمع ، ويقدر عادة على ما طلب منه .

ومع أن الذي يظهر من حال من يقول أو يطلق هذا القول ، أو يجعله شعارا ، ويدعو إليه ، أنه يريد المبالغة في إظهار طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولزوم أمره ، وإغاظة من يعاديه أو يكرهه ؛ وهذا مقاصد شرعية حسنة مطلوبة ، إلا أن إيهام الكلام لمن لا يعرف المدلول البلاغي فيه ، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن كشأن الأحياء يسمع من يناديه أو يخاطبه ، وربما انتقل من ذلك إلى دعائه وندائه أو الاستغاثة به ؛ لأجل ما تحمله العبارة من إيهام معنى باطل ، كان من المتوجه أن يترك مثل هذا الشعار ، ويستعاض عنه بالعبارات التي لا لبس فيها ولا إيهام ؛ لا سيما وأن "التلبية الحقيقية" لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونصرته التي يحبها ، وإغاظة عدوه وكارهه الحقيقية : إنما تكون بدوام طاعته ، ولزوم أمره ، وليست بمجرد الدعاوى والأقوال .

سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
توجد بعض الملصقات على المحلات مكتوب عليها : " لبيك يا رسول الله! "
فهل تجوز هذه العبارة ؟ وهل هي شرك ؟ وما الواجب علينا نحوها ؟

فأجاب :
" لبيك " هذا لله عز وجل : ليبك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك .
أما " لبيك يا رسول الله " : لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ناداك ، وقال : يا فلان ، تقول : " لبيك يا رسول الله " ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم إذا دعاهم قالوا : لبيك يا رسول الله .
أما بعد موته : فلا تقل :" لبيك يا رسول الله " ؛ تقول : لبيك اللهم لبيك " انتهى .
 

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android