0 / 0

فتاة تريد أن تسلم وتخفي إسلامها ، فكيف تتعامل مع الصلاة والحجاب وأكل لحم الخنزير ؟

السؤال: 192411

فتاة تريد أن تسلم ، وتعيش مع أسرة نصرانية يأكلون الخنزير ، فهل تأكل معهم إن أسلمت سرا ؟ فكيف تسلم وتصلى وتلبس الحجاب ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
نسأل الله أن يكتب لتلك الفتاة الهداية إلى دينه ، وأن يشرح صدرها للإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه .

ثانياً :
الدخول في الإسلام ليس بالأمر الصعب – والحمد لله – ، فمن أراد الدخول في الإسلام ، فما عليه إلا أن ينطق بالشهادتين : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله .
فإذا فعل ذلك ، فقد دخل في الإسلام ، وأصبح مسلماً ؛ له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم .
ثالثاً :
الأصل أن من دخل في الإسلام ، فإنه مطالب بجميع شرائع الدين من فعل الأوامر واجتناب النواهي ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة / 208 .
قال ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدّقين برسوله : أنْ يأخذوا بجميع عُرَى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ، ما استطاعوا من ذلك " انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 1 /565) .
وعلى ذلك : فإذا أسلمت تلك الفتاة ، يلزمها جميع الواجبات ، ومنها أداء الصلاة ، ولبس الحجاب ، كما يلزمها اجتناب جميع المحرمات ، ومنها أكل لحم الخنزير .
فإذا لم تستطع فعل شيء من ذلك ، أو عجزت عن فعل ذلك كله ، وخافت على نفسها الضرر والأذى ، وأن يفتنوها عن دينها ، ويردوها عنه : ففي هذه الحال يجوز لها أن تكتم إسلامها ، وأن تؤدي ما أمكنها من الواجبات ، وتترك ما تتمكن من تركه من المحرمات ؛ وما عجزت عنه ، فهو في محل العفو من الرحمن الرحيم ، إن شاء الله .
ففي مسألة الصلاة ، إذا لم تستطع فعل كل صلاة في وقتها ، فلها أن تجمع بين الصلاتين : فتصلي الظهر والعصر معا ، والمغرب والعشاء معا ، وتصلي الصبح في وقتها منفردة ؛ فإذا عجزت عن ذلك ، صلت ما استطاعت من الصلوات في وقتها ، والباقي تصليها عند قدرتها على صلاته ، حتى ولو كان وقتها قد خرج ، وحتى لو اضطرت إلى أن تصلي الصلوات الخمس في وقت واحد مجموعة ، إذا خلت بنفسها ، وأمنت من أعين الرقباء .
وقد سبق بيان كيفية صلاة من أسلم ولم يستطع إظهار دينه ، فينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (165426) ، وجواب السؤال رقم : (100627) .
وأما لبس حجاب ، فإذا عجزت عنه الفتاة ، اجتهدت في لبس أقرب الملابس إليه ، مما لا تخاف معه أذى ، وتستر ما أمكنها ستره من بدنها وشعرها ، وما عجزت عنه ، فالله عفو كريم ، لكن ينبغي عليها أن تجتهد وتقلل من الخروج من بيتها إلا لحاجة .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (166604) .
وهكذا ، تجتهد في ترك أكل لحم الخنزير ، بحسب قدرتها ، فتأكل غيره ، أو توهمهم بأنها لا تشتهيه ، أو نحو ذلك من الأعذار التي يمكن أن تكون مقبولة ، أو لا توقعها في صدام مع أهلها ومن حولها .
وقبل ذلك كله ، ومع ذلك كله ، وبعد ذلك كله : تستعين بالله جل جلاله ، أن يثبتها على دينه ، ويصرف عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعل لها فرجا ومخرجا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android