0 / 0

صيغة ” التاج ” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الصيغ المبتدعة المنكرة .

السؤال: 192967

ما هو دعاء “التاج”؟ وماذا يعني ذلك؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

دعاء التاج : هو صيغة محدثة مبتدعة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تسمى ” التاج ” ، وهي صيغة منكرة لا يجوز اعتمادها لما تحويه من الشرك والغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكونها صيغة محدثة تخالف الصيغ الثابتة في السنة ، وفي اعتماد مثل ذلك مع ما فيه من المخالفة تركٌ للسنة والاستعاضة عنها بالبدعة .
ومما ورد في هذه الصيغة من المخالفات الشرعية :
أولا :
وصفهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ” دافع البلاء والوباء والقحط والمرض والألم ” وهذا وصف شركي ؛ فإن الذي يدفع البلاء والوباء ويكشف الضر ويأتي بالخير إنما هو الله وحده ، قال عز وجل : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام/ 17 .
وقال تعالى : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/ 62 .
وكان أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إذا نزل بهم الضر استغاثوا بالله وحده ، وقد حكى الله تعالى ذلك عنهم في كتابه ، قال عز وجل : ( وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) الأنبياء/ 76 ، وقال عز وجل : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ) الأنبياء/ 83، 84 .
وروى البخاري (5675) ومسلم (2191) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) .
وفي لفظ للبخاري (5742) : ( لَا شَافِي إِلَّا أَنْتَ ) .

ثانيا :
قولهم فيها : ” جبريل خادمه ” قول محدث مبتدع ، ولا يجوز أن يقال عن جبريل عليه السلام ، ملك الوحي : إنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفه الله تعالى بأحسن وصف فقال : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )الشعراء/ 193، 194 ، وقال تعالى : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) التكوير/ 19 – 21 .

ثالثا :
قولهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ” راحة العاشقين ” وهذا أيضا وصف منكر ، والعشق فرط في المحبة ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون فيها إفراط ، وهو في لغة العرب لا يطلق إلا فيما يكون بين الرجل والمرأة ، فلا توصف به المحبة الشرعية ، قال ابن الجوزي رحمه الله :
” العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح ” انتهى من “تلبيس إبليس” (ص 153) .

والخلاصة :
أن هذه الصيغة لا يجوز اعتمادها لما فيها من مخالفات شرعية ، ولأنها صيغة محدثة ، يستعيض بها من لا علم له عن الثابت في السنة ، وقد قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : ” يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : ( فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) رواه البخاري (6357) ومسلم (406) .
فعلى من أراد أن يحسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه كما علم أصحابه ، ولا صلاة عليه أحسن من ذلك ، ومن ترك ذلك إلى صيغة مبتدعة مخالفة للعقيدة الصحيحة ، فما أعظم ما خسر .
قال الذهبي رحمه الله :
” كل من لم يَزُمّ نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية يندم ويترهب ويسوء مزاجه ، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين ، الحريص على نفعهم ” انتهى من “سير أعلام النبلاء” (3/85) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” أما ما يوجد في بعض الكتب من صلوات مبنية على أسجاع ، وعلى أوصاف ، وقد تكون أوصافاً لا تصح إلا على رب العالمين : فاحذر منها ، وفرّ منها فرارك من الأسد ، ولا يغرنك ما فيها من السجع الذي قد يبكي العين ، ويرقق القلب ؛ عليك بالأصيل والأصول ، ودع عنك هذا الذي ألف على غير هدىً وسلطان “.
انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (8/ 2) بترقيم الشاملة .

راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (88109) ، (174685) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android