0 / 0
86,68114/04/2013

أصيب بمرض نفسي ، فترك الصلاة والصيام ، فما الحكم ؟

السؤال: 193006

ما الحكم في شخص امتنع عن الصلاة والصيام لأنه يعاني من مرض نفسي يسمى ” ثنائية القطب ” ؟
وكلما نُصح قال : إنه مريض ، وأن الله سيغفر له ، لكن الحقيقة أنه ليس مقعداً وليس مريضاً مرضاً جسدياً يمنعه من الصلاة ، فما الحكم فيه ؟
إنه يعتقد دائماً أنه على صواب ، وأن غيره مخطئ ، كما أنه يمارس الغيبة والنميمة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
نسأل الله أن يعافي ذلك الشخص المريض من مرضه الذي ألم به ، كما نسأله سبحانه أن يهدينا وإياه إلى الحق والصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه .

ثانياً :
مناط التكليف بالأوامر والنواهي مرده إلى البلوغ والعقل ، فمتى كان الشخص بالغاً عاقلاً وجب عليه فعل المأمورات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها من الواجبات ، كما يلزمه اجتناب المنهيات .

جاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الثانية ” (6/370) : ” الصلاة واجبة على الإنسان ، ولا تسقط عنه بحال ما دام عقله موجودا ؛ إذ مناط التكليف البلوغ والعقل ، ولا يسقط الأمر بالصلاة لتلف عضو ، أو حدوث مرض ، ونحو ذلك من العوارض ؛ لعموم أدلة الكتاب والسنة وإجماع العلماء على ذلك ، لكن من أصيب بشيء في بدنه ولا يستطيع أداء جميع واجبات الصلاة وأركانها ، فإنه يصلي حسب استطاعته ” انتهى .

فعلى هذا : إذا كان ذلك المرض النفسي لا يزول معه عقل صاحبه ووعيه ، كما هو ظاهر حاله المذكور : فإنه يلزمه فعل الصلاة والصيام ؛ لأنه لا يزال مكلفاً .
وإذا كان يجن ( يزول عقله ) بعض الوقت ، ويفيق بعضا : فإنه معذور وقت زواله عقله ، فإذا أفاق فقد زال عذره ، ووجب عليه أن يصلي صلاة الوقت الحاضر ، ويقضي ما فاته وقت زوال عقله .
والواجب عليكم نصح ذلك الرجل ، وتذكيره بعظم شأن الصلاة والصيام ، وأن تاركهما بدون عذر على خطر عظيم ، بل إن البعد عن ذكر الله من أعظم أسباب الأمراض النفسية ، كما قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) سورة طه / 124 ، كما أن ذكره سبحانه من أسباب طمأنينة القلب ، قال تعالى : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) سورة الرعد / 28 .
وليعلم العبد أن مسؤول عن أعماله كلها أمام ربه سبحانه وتعالى ، ما دام مدركا لما يقول ويفعل ، ومرضه ليس عذرا له في أن يفعل ما شاء من المعاصي : ترك الصلاة ، الغيبة ، والنميمة .. ، وليس لعبد حجة على ربه جل وعلا ؛ بل لله الحجة البالغة على خلقه أجمعين .

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يردهم إليه رداً جميلاً .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android