0 / 0

حكم العمل في هندسة الطيران ومن ضمن عمله تشغيل الموسيقى ومقاطع الفيديو.. ،وما حكم راتبه ؟

السؤال: 193251

أعمل مهندسا في شركة طيران ، ويتلخص عملي في صيانة وتغير أنظمة الرفاهية المعدة في الطائرة ، وهي:العثور علي الأعطال ومعالجتها ، واختبار الوحدات الإلكترونية ، وتحميل المواد الصوتية : ( الموسيقي ، ومقاطع الفيديو، والأفلام الوثائقية … الخ )علي نظام التشغيل، وبما أنني أتعامل مع الموسيقي ، والأفلام وهما محرمان .

فهل يعد دخلي حلال أم حرام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
معلوم أن الأغاني والموسيقى والأفلام الهابطة من الأمور المحرمة في ديننا الإسلامي ؛ لما فيها من الإفساد لأديان الناس وأخلاقهم .
وقد سبق بيان ذلك في أجوبة عديدة . ينظر جواب السؤال رقم : (5000) ، ورقم : (85232) ، ورقم : (125535) .

ثانياً :
إذا كان أمر ما محرما ، كالغناء ، أو التدخين ، أو مشاهدة الأفلام الهابطة ، أو نحو ذلك : لم يجز العمل فيه ، أو الإعانة عليه بوجه من الوجوه : سواء كان بصنع الآلة التي تستعمل فيه ، أو صيانتها ، أو بيعها ، أو نحو ذلك ؛ لما فيه من الإعانة على المعصية وتشجيعها والرضا بها، وقد قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) سورة المائدة/2 .
وقال الله تعالى : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) سورة النحل/25 .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم (1017) .

وينظر جواب السؤال رقم : (112902) ، ورقم : (134169) ، ورقم : (34597) .

فالنصيحة لك أن تحرص على أن يكون رزقك حلالاً طيباً ، وتبحث عن عمل آخر في مجال مباح ، لا يلزمك أن تعمل ، أو تساعد على عمل محرم ، ومن ترك شيئاً له عوضه خيراً منه.
روى أحمد (19813) عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا : ” أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ؟ قال: نعم ، سمعته يقول : ( إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ ) .
قال الهيثمي رحمه الله : ” رجاله رجال الصحيح ” انتهى من “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”(11/207) .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أنا أعمل في دار عرض للسينما ، وعملي هو تشغيل مكائن العرض ومراقبتها ، وأحيانا تعرض بعض الأفلام الخليعة والهابطة ، ولذلك فأنا لست راضيا عن هذا العمل ، ولكني لم أجد غيره ، مع أني أشعر أنني أتحمل إثما كبيرا بسببه ؛ فماذا ترون أنه يجب على ؟ وبماذا تنصحونني ؟ وما حكم الكسب السابق من هذا العمل؟

فأجاب رحمه الله :
” يجب عليك ألا تعمل في هذا العمل ، لتحريمه ، وفساده ، وإفساده ، والواجب عليك أن تنفصل منه ، وأن تطلب الرزق من سواه ، والله عز وجل يقول : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ) ، ويقول سبحانه وتعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) ، ويقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ) ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، ورزق الله تعالى لا يستجلب من معاصيه ، فعليك أن تنفصل من هذا العمل فوراً ، وأن تطلب الرزق فيما سواه ، وأبواب الرزق والحمد لله كثيرة ، أما ما كسبته من هذا المال المحرم فإن كنت جاهلا حين دخلت فيه ، ولم تعلم أن ذلك حرام عليك : فإنه لا شيء عليك ، لأنك اكتسبته عن جهل ، وليس فيه أكل مال لأحد ، ولكن إن تصدقت بما يقابل القيام على تشغيل الأفلام المحرمة فهو أولى وأحسن والله أعلم ” انتهى من فتاوى ” نور على الدرب ” .
وينظر جواب السؤال رقم : (106925) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android