تنزيل
0 / 0

حكم التسمية بـــــ ” آدم “

السؤال: 193364

ما حكم التسمية باسم آدم ؟ وهل هو مستحب أم لا ؟ سمعت أن لكل من اسمه نصيب ، فما يكون نصيبه من الاسم ؟ وهل التسمية باسم آدم من التشبه بالأعاجم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
التسمية بــ" آدم " أمر مشروع لا شيء فيه ، لأن آدم عليه السلام من الأنبياء ، والتسمية بأسماء الأنبياء من التسمية الحسنة المستحبة ، قال في "كشاف القناع" (3/26) :
" يحسن التسمية بأسماء الأنبياء ، كإبراهيم ونوح ومحمد وصالح وشبهها " انتهى بتصرف يسير.
وقال ابن القيم رحمه الله :
" واختلف في كراهة التسمي بأسماء الأنبياء على قولين : أحدهما أنه لا يكره ، وهذا قول الأكثرين وهو الصواب ، والثاني يكره " انتهى من " تحفة المودود " (ص 127) .
وينظر إجابة السؤال رقم : (7180) .

وليست التسمية بآدم من التشبه بالأعاجم ، وهذه تسمية معروفة في المسلمين على مر العصور والأزمان وفي مختلف الأمصار والبلدان دون نكير ، وفي العلماء والمحدثين من اسمه آدم ، كآدم بن سليمان ، وآدم بن أبي إياس ، وآدم بن علي ، وآدم بن الحكم ، وغيرهم .
راجع لمعرفة ضابط التشبه المحرم بالمشركين إجابة السؤال رقم : (108996) .

ثانيا :
قد يكون للأسماء تأثير في مسمياتها ؛ لذلك وغيره شُرع تحسين الاسم ، قال ابن القيم رحمه الله :" لَمَّا كَانَتِ الْأَسْمَاءُ قَوَالِبَ لِلْمَعَانِي ، وَدَالَّةً عَلَيْهَا ، اقْتَضَتِ الْحِكْمَةُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا ارْتِبَاطٌ وَتَنَاسُبٌ ، وَأَنْ لَا يَكُونَ الْمَعْنَى مَعَهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَجْنَبِيِّ الْمَحْضِ الَّذِي لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِهَا، فَإِنَّ حِكْمَةَ الْحَكِيمِ تَأْبَى ذَلِكَ ، وَالْوَاقِعُ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ ، بَلْ لِلْأَسْمَاءِ تَأْثِيرٌ فِي الْمُسَمَّيَاتِ ، وَلِلْمُسَمَّيَاتِ تَأَثُّرٌ عَنْ أَسْمَائِهَا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ ، وَالْخِفَّةِ وَالثِّقَلِ ، وَاللَّطَافَةِ وَالْكَثَافَةِ كَمَا قِيلَ :
وَقَلَّمَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَبٍ * إِلَّا وَمَعْنَاهُ إِنْ فَكَّرْتَ فِي لَقَبِهْ " انتهى من "زاد المعاد" (2/ 307) .
ولكن ذلك ليس باطراد دائم ، ولا هو بقاعدة مستمرة في كل اسم وكل مسمى ، فإنك قد تجد الرجل السيء واسمه من أحسن الأسماء ، وقد تجد الرجل الصالح واسمه ليس كما ينبغي ؛ وإنما ذلك اجتهاد نظر وتأمل لمن ذكره من أهل العلم : أن الغالب في الناس أن يكون هناك نوع من العلاقة بين الاسم والمسمى .

فالعبرة أولا بحقيقة المسمى نفسه لا بمجرد اسمه ، وقد يكون له من اسمه نصيب وقد لا يكون ، والله تعالى لا ينظر إلى اسم الرجل ولا إلى لونه ولا إلى نسبه ولا إلى صورته أو جاهه أو ماله ، ولكن ينظر إلى عمله وقلبه .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android