0 / 0

حكم الطعام الذي قطع بسكين كان قد قطع بها طعام مشتمل على لحم الخنزير

السؤال: 194052

ذهبت إلى المطعم فطلبت بيتزا بالتونة ، فقام الطباخ بتحضير طلبي ، وأثناء ما كنت منتظراً للطلب سمعته يقول : لزبائن آخرين بأن طلبهم (بيتزا بلحم الخنزير) كانت جاهزة ، وأن عليهم المجيء لأخذها، ثم رأيته يقطع تلك البيتزا بسكين، تلك السكين هي نفس السكين التي استخدمها لقطع البيتزا الخاصة بي ، ثم أخذت البيتزا وأكلتها، وبعد أن انتهيت من أكلها ذهبت إلى المسجد ويديّ وفمي ما زال فيهما شيء من دسم تلك البيتزا ، وعندما وصلت إلى هناك أمسكت الجوارب بيدي ، ثم لمست بتلك الجوارب فرش المسجد، ولمست أيضا بنطالي وبعض ملابسي . فسؤالي هو: هل تنجست الجوارب والملابس عندما أصابها شيء من دسم تلك البيتزا ؟ وعليه فهل تنجس فرش المسجد ؟ وهل علي غسل البقعة التي صليت فيها ؟ وهل يجبّ علي إعادة تلك الصلاة ؟ كان يمكنني أن اذهب إلى قيّم المسجد فأخبره بما حدث لفرش المسجد ، لكن الأمر فيه شيء من الإحراج . فماذا تشيرون عليّ ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اتَّفَقَ الفقهاء عَلَى نَجَاسَةِ لحم الْخِنْزِيرِ ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) الأنعام/ 145 .
إذا ثبتت نجاسة لحم الخنزير فإن كان صاحب المطعم قد استعمل السكين في قطع هذا الطعام المشتمل على لحم الخنزير , ثم استعملها بعد ذلك في تقطيع طعامك فقد تنجس من طعامك الجزء الملامس لهذه السكين , وكان الواجب عليك ألا تأكل هذا الطعام إلا بعد إزالة هذا الجزء الملامس لهذه السكين .
سئل علماء اللجنة الدائمة : " بعض المطاعم تشوي لحم البقر على نفس الصفيحة التي تشوي عليها لحم الخنزير ، فهل يجوز أكل ذلك اللحم ؟ وكذلك تستخدم نفس السكين في القطع .
فأجابوا : " لا يجوز أكل لحم البقر المشوي على الصفيحة التي يشوى عليها لحم الخنزير ، والسكين كذلك " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (22 /285) .
والقول بنجاسة الجزء الملامس للسكين من "البيتزا الحلال" إنما يتم إذا علمت أنه قطعها لك بنفس السكين المستعملة في لحم الخنزير مباشرة ، من غير أن يغسلها ، أو حتى يمسحها بمنديل ونحوه ؛ فإن كان قد مسحها ، فنرجو ألا يكون بذلك بأس ؛ فإن المسح عادة ما يذهب ما تبقى من آثار الطعام في السكين .
ولذلك لا يمنع من أكل " البيتزا " كاملة ، بل الجزء الذي لاقى السكين ، وهي متنجسة ، لأن بقايا البيتزا الأولى ، التي افترضنا وجودها ، عادة ما تزول مع قطع أول جزء من البيتزا الحلال .
جاء في " كشاف القناع عن متن الإقناع " (1 / 184) : " فلو قطع به – أي السيف المتنجس ونحوه – بعد مسحه وقبل غسله ، ما فيه بلل ؛ كبطيخ ونحوه : نجَّسه لملاقاة البلل للنجاسة ، فإن كان ما قطعه به رطباً لا بلل فيه كجبن ونحوه : فلا بأس ، كما لو قطع به يابساً ، لعدم تعدي النجاسة إليه" انتهى.
ثانيا :
أما بخصوص تنجس فرش المسجد الذي ذهبت إليه بعد تناولك للطعام فالذي يظهر – في مجاري العادات – أنها لم تتنجس ؛ لأن هذا الدسم الذي أصاب السكين كان قليلا , ثم اختلط هذا القليل بالطعام المباح الطاهر الذي قطع بالسكين بعد ذلك , وزال مع قطع أول جزء منها .
والذي يظهر لنا مما ذكرته في أمر طهارة ملابسك ، وفرش المسجد : أنها مجرد استرسال مع الوساوس ؛ وأن شيئا من ملابسك ، أو جواربك ، أو فرش المسجد لم يتأثر بنجاسة الخنزير ، إذا افترضنا أنها كانت موجودة من الأصل ؛ ولا يفسد شيء من طهارتك ، أو صلاتك ، بمجرد تلك الوساوس ، والأصل في الأشياء الطهارة ، حتى تثبت نجاستها ، ولا يصح تطريق الاحتمالات البعيدة إلى العبادات ، وإلا لم يسلم لك شيء منها .
وقد روى البخاري في صحيحه (174) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: " كَانَتِ الكِلاَبُ تَبُولُ ، وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي المَسْجِدِ ، فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ" .
وينظر : "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (22/179-180) .
وينظر جواب السؤال رقم : (148426) ، ورقم : (62839).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android