تنزيل
0 / 0

كان يقول في تشهده ” أشهد أن محمد عبدك ورسوله ” ، فما حكم صلواته السابقة ؟

السؤال: 194531

أقول في التشهد الأول والأخير في جميع الصلوات : التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبدك ورسوله .
فكنت استبدل كلمة : عبده ورسوله في آخر التشهد ، بقولي : عبدك ورسوله ، فماذا علي في ذلك ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي علمه أصحابه رضي الله عنهم أن يقول
المصلي في تشهده : أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
فقد روى البخاري (6265) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ” علمني رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكفي بين كفيه التشهد ، كما يُعلمني السورة من القرآن :
التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ
أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا
وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

وروى الترمذي (289) عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ” علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدنا
في الركعتين أن نقول : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ،
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) ،
وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن الترمذي” .

وفي رواية أخرى للتشهد ، روى
مسلم (403) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعلمنا التشهد ، كما يعلمنا السورة من القرآن ، فكان يقول : التَّحِيَّاتُ
الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ
أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا
وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ” .

فهما روايتان : رواية ابن
مسعود : ( وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) ، والثانية : رواية
ابن عباس : ( وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ) ، وكلاهما ثابت ، وإن
كانت رواية ابن مسعود أشهر .

قال أبو عيسى الترمذي رحمه
الله : ” حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ، وَهُوَ
أَصَحُّ حَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
التَّشَهُّدِ ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ
التَّابِعِينَ ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ
وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ : ” رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ، فَقُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ اخْتَلَفُوا فِي التَّشَهُّدِ ، فَقَالَ
عَلَيْكَ بِتَشَهُّدِ ابْنِ مَسْعُودٍ ” انتهى .

ثانياً :
لا يصح الإتيان بهذه الصيغة المذكورة في السؤال ، في تشهد الصلاة ، مع معرفتنا بأن
قصد القائل لذلك صحيحة ؛ لأنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا تعبيرات
الصحابة في الأحاديث السابقة : ( كما يعلمنا السورة من القرآن ) تدل على شدة
الاعتناء بألفاظ التشهد ، وأن المصلي ينبغي عليه أن يحرص على اللفظ الوارد .

وأما ما فات من الصلوات ،
فلا يلزمك قضاؤها ؛ لأنك معذور بجهلك .

وقد سئل شيخ الإسلام رحمه
الله : عما إذا نصب المخفوض في صلاته ؟
فأجاب : ” إن كان عالماً بطلت صلاته ؛ لأنه متلاعب في صلاته ، وإن كان جاهلاً لم
تبطل على أحد الوجهين ” انتهى من ” مجموع الفتاوى لابن تيمية ” (22/444) .

وللفائدة ينظر جواب السؤال
رقم : (178876) ،
وجواب السؤال رقم : (144858)
.

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android