يريد مراسلة غير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام، ويتخوف على نفسه الفتنة .
السؤال: 197435
لعلكم تعرفون جهاز البلاك بيري الشهير ، والذي انتشر بشكل كبير ، بكل صراحة فكرت في إضافة جهات اتصال يتم مراسلتهم عبر برنامج البلاك بيري ماسنجر ، من جنسيات في بلدان بعيدة مثل : فنزويلا أو بيرو أو كوستاريكا ….. الخ ، ومن ثم أرسل لهم رابط تعريف بالإسلام من موقعكم أو غيره ، لكن السؤال بل الأسئلة كثيرة :
١- هل تؤيدون هذا العمل ؟
٢- أنا ربما أضفت رجل ثم أرسل له رابطا أو نصا أو غيره للتعريف بالإسلام ، ثم احذفه من جهات الاتصال ؟ هل يجوز حذفه أم يجب علي أن استمر معه وأجيب عن أسئلته ؟
٣- أنا متخوف ومتحمس في نفس الوقت ، ووجه الخوف أنني ربما عندما أعرف أحدهم بالإسلام ، يطول جداله معي ، ويعرض علي شبهات في ديني ، ومن ثم أتشكك في الدين – أعوذ بالله – فلهذا أنا خائف ، ولهذا أنا أريد أن أرسل لهم رابطا أو نصا أو غيره ، تعريفيا ، ومن ثم أحذفه حتى لا يطول جداله معي ، فهل من توجيه ؟
٤- هل تجوز دعوة النساء منهم ؟ وربما بعضهم وضعت صورة لها ، أو صور محرمة مثل تبرج وغيره ؟
٥- أنا لو شرعت في هذا العمل سوف أدخل الفيس بوك ، أو غيره من المواقع ، وربما بعض الفتيات وضعت صورة لها ، فهل آثم إذا دخلت الموقع لآخذ العناوين ، وأنا اعلم أنهم شعب متبرج ، ولا يبالون بوضع صور النساء ، فهل آثم إذا دخلت الموقع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
إضافة جهات اتصال كي تتم مراسلتهم عبر البرامج المختلفة لتعريفهم بالإسلام وإظهار
محاسنه : هو من حيث الأصل عمل جليل مبارك ، وهو من الدعوة إلى الله ، لكن ينبغي
النظر بعد ذلك في عوارض الأحوال والأشخاص ، فالشاب الصغير لا ينبغي أن يعرض نفسه
للفتن ، أو يفتح على نفسه باب المراسلات والمحادثات مع النساء ، ولو كان ذلك بحجة
الدعوة ، ونشر الخير ، بل يقصر نشاطه وعمله على الرجال .
ثانيا :
يجوز لصاحب العلم العالم بالأدلة وبمواطن الشبهات القادر على ردها ، أن يدخل مع
هؤلاء في النقاش ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، أما من لا يحسن العلم ، ولا يحسن
الخوض فيه ، ولا قدرة له على رد الشبهات : فلا يجوز له الدخول معهم في مناقشات
ومباحثات ، وإنما يكتفي بذكر الآيات والأحاديث ، وكذلك بإرسال روابط المواقع
الإسلامية المعتمدة التي تهتم بالتعريف بالإسلام ، ورد شبهات المخالفين .
ثالثا :
إذا أضفت إلى حسابك أحدا من هؤلاء ثم أرسلت إليه رابطا لموقع من تلك المواقع
الإسلامية ، أو نصا من آية أو حديث ، أو فتوى لعالم من علماء أهل السنة ، أو رابطا
لكتاب من الكتب التي تهتم بدعوة غير المسلمين ، فهو عمل خير ، ونوع من البلاغ
والدعوة إلى الله ، ولو لم تكمل معهم النقاش ، أو تدخل معهم في جدال أو حوار ، ولا
حرج عليك في حذفه من جهات الاتصال بعد ذلك ، أو حظر التواصل معك ، إن رأيت ذلك .
رابعا :
إذا لم تكن حصلت من العلم ما يؤهلك لنشر العلم ، والدعوة إلى دينك ، على وجه صحيح ،
وتخشى أن يعلق بقلبك شيء من الشبهات أو الأباطيل التي يلقيها عليك من تحاورهم : لم
يجز لك أن تتصدى لهذا المقام أصلا ، ولا أن تدخل في حوار لست مؤهلا له ؛ بل إما أن
ترسل لهم ما عندك من الدعوة والبيان ، ويقتصر دورك على ذلك ، أو تعرض عن هذا الباب
بالكلية ، وتدعه إلى غيرك من المؤهلين والمتخصصين ؛ فإذا كانت لك همة في الدعوة ،
ورغبة في الخير : فاجعل ذلك فيمن حولك من الأهل والأقربين والمعارف ، أو من يمكنك
دعوته إلى الالتزام بدينه ، وطاعة الله ورسوله من المسلمين .
راجع إجابة السؤال رقم : (106399)
.
خامسا :
دعوة النساء الأجنبيات محفوفة بالمخاطر أيضا ، والذي نراه أن النساء إنما يدعوهن
نساء مثلهن ، أما الرجال : فغاية ما يمكن فعله منهم تجاه النساء الأجنبيات ، هو
توزيع الأشرطة والكتيبات وإلقاء المحاضرات العامة ونحو ذلك .
أما مراسلتهن والتخاطب معهن عبر غرف التخاطب ، ونحو ذلك من الأساليب الحديثة :
فمخاطرة غير مأمونة العثار ، وكم حصل فيها من فتن ومصيبات .
فإذا اجتمع مع دعوة النساء النظر إلى صورهن ، وخاصة الكافرات منهن حيث يبدون بغاية
التبرج والإسفاف تأكد المنع .
راجع إجابة السؤال رقم : (5656)
، والسؤال رقم : (32693)
، والسؤال رقم : (169654)
.
سادسا :
سبق الكلام في موقعنا باستفاضة عن حكم التسجيل والاشتراك في موقع ” الفيس بوك ” .
وبينا أن الحكم يختلف باختلاف الداخل إليه ، وخلاصة ذلك أن الداخل إليه إن كان من
أهل العلم وطلابه والمجموعات الدعوية فهو جائز طيب ؛ لما يمكنهم تقديمه من منافع
للناس ، وأما من يدخل للفساد أو لا تؤمن عليه الفتنة وانزلاقه سهل وخصوصاً من
الشباب والشابات فإنه لا يجوز له دخوله .
راجع إجابة السؤال رقم : (137243)
.
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة