0 / 0

هل تطالب بعد إسلامها الذين كانوا أصحابها في الجاهلية بإزالة صورها التي لها على الفيسبوك ؟

السؤال: 198143

أسلمت امرأة ، ولها أصدقاء غير مسلمين بما في ذلك الرجال ، ولديهم العديد من الصور لها في الفيسبوك ، قبل أن تسلم ، عندما كان عمرها مابين 15-16. فهل هي في حاجة للتواصل مع من يحتفظون بصور لها ، والتوضيح لهم أنها أصبحت مسلمة وتطلب منهم إزالة الصور؟ أم إن ذلك جزء مما يغفر لها من الجاهلية ؟ وإذا احتاجت لمحاولة سحب الصور، أينبغي أن تطلب أيضا الحصول على صور نشرت من قبل بعض الرجال منذ سنوات عديدة ؟ إذا طلبت منهم إزالة الصور، فسيعيدون النظر في صورها ورؤيتها دون حجاب ، وهى لا تعتقد أنهم سينظرون لهذه الصور بعد الآن .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب ، وأن التوبة تهدم ما كان قبلها .
قال الله تعالى : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال/ 38 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" يَقُولُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا أَيْ عَمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمُشَاقَّةِ وَالْعِنَادِ وَيَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَالطَّاعَةِ وَالْإِنَابَةِ يُغْفَرُ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ أَيْ مِنْ كُفْرِهِمْ ، وَذُنُوبِهِمْ وَخَطَايَاهُمْ " انتهى من"تفسير ابن كثير" (4/ 48) .
وروى البخاري (6921) ومسلم (120) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : ( مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ ) .
قال النووي رحمه الله :
" الْمُرَاد بِالْإِحْسَانِ هُنَا الدُّخُول فِي الْإِسْلَام بِالظَّاهِرِ وَالْبَاطِن جَمِيعًا , وَأَنْ يَكُون مُسْلِمًا حَقِيقِيًّا : فَهَذَا يُغْفَر لَهُ مَا سَلَف فِي الْكُفْر بِنَصِّ الْقُرْآن الْعَزِيز وَالْحَدِيث الصَّحِيح : ( الْإِسْلَام يَهْدِم مَا قَبْله ) رواه مسلم (121) وَبِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَكَمَا أَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، فَالتَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 /12) .
ثانيا :
الذي أسلم أو تاب من الذنوب : إنما يكلف بإصلاح ما يمكن إصلاحه ، مما سلف منه من الأعمال ؛ وهذه الصورة السابقة ، لا تؤاخذ بها صاحبتها الآن ، إن شاء الله ، ما دامت قد انتهت عن ذلك العمل المحرم ، لكن كل ما عليها أن تزيل ما يمكنها إزالته منها بنفسها .
وأما التواصل مع هؤلاء الذين كانت تصاحبهم قبل إسلامها ، وطلب إزالة الصور منهم ، فهذا بحسب المصلحة ، وما يغلب على ظنها ؛ فمن علمت من حاله منهم أنه يستجيب لذلك ، ويحترم خصوصياتها : فلها أن تطلب منه ذلك ، ومن غلب على ظنها أنه لا يحترم ذلك ، أو ربما زاد في عناده ، أو اعتنائه بصورها : فإنها لا تطلب ذلك منه .
وإذا غلب على ظنها – حسب ما تعرفه من أحوالهم – أنهم لن ينشغلوا بعد أن هجرتهم وتركتهم بصورها ولن يعيروها اهتماما ، فالأولى لها السكوت ، وترك ذلك للنسيان .
ينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (46505) ، (150630) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android