ما حكم الدعاء : ( اللهم إني أسالك الأنس بقربك ) ؟
حكم الدعاء بقوله : ” اللهم إني أسألك الأنس بقربك “
السؤال: 199399
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا حرج أن يسأل العبد ربه الأنس بقربه سبحانه ، قاصدا بذلك الأنس بذكره وتلاوة كتابه وطاعته ومحبته ومحبة شرعه ، أما مخالفته ومعارضة شرعه فإنها توجب الوحشة .
قيل لِذِي النُّونِ: مَا الْأُنْسُ بِاللَّهِ؟ قَالَ: ” الْعِلْمُ وَالْقُرْآنُ “
انتهى من “حلية الأولياء” (9/ 377)
وكتب ابن القيم رحمه الله إلى بعض إخوانه :
” احرص أَن يكون همّك وَاحِدًا وَأَن يكون هُوَ الله وَحده ؛ فَهَذَا غَايَة سَعَادَة العَبْد . وَصَاحب هَذِه الْحَال فِي جنَّة مُعجلَة قبل جنَّة الْآخِرَة وَفِي نعيم عَاجل كَمَا قَالَ بعض الصالحين : إِنَّه ليمر بِالْقَلْبِ أَوْقَات أَقُول إِن كَانَ أهل الْجنَّة فِي مثل هَذَا إِنَّهُم لفي عَيْش طيب . وَقَالَ آخر : مَسَاكِين أهل الدُّنْيَا خَرجُوا مِنْهَا وَمَا ذاقوا أطيب مَا فِيهَا . قيل لَهُ وَمَا أطيب مَا فِيهَا ؟ قَالَ : معرفَة الله ومحبته والأنس بِقُرْبِهِ والشوق إِلَى لِقَائِه ” انتهى باختصار من “رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه” (ص 30)
وقال أيضا :
” خلق الله الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته، والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم … ولم يعطهم في الدنيا شيئا خيرا لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه، والتنعم بذكره ” انتهى من “إغاثة اللهفان” (1/ 28)
فليجاهد العبد نفسه على ترك هواها ، وعوائقها عن طريق الرب ، وقواطعها عن معرفته ، والأنس به ، والشوق إليه ، من فضول الشهوات ، ورعونات النفوس .
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
” إِذَا كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ الْمَخْلُوقُونَ يَمْنَعُهَا الْكَلْبُ وَالصُّورَةُ عَنْ دُخُولِ الْبَيْتِ. فَكَيْفَ تَلِجُ مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَحَبَّتُهُ وَحَلَاوَةُ ذِكْرِهِ، وَالْأُنْسُ بِقُرْبِهِ، فِي قَلْبٍ مُمْتَلِئٍ بِكِلَابِ الشَّهَوَاتِ وَصُوَرِهَا؟ ” انتهى نقلا عن ابن القيم في “مدارج السالكين” (2/ 391)
راجع لمزيد الفائدة إجابة السؤال رقم (183880) ورقم (101263)
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة