0 / 0

يسكن مع أصحابه ويكثر من الشخير المزعج أثناء النوم ، فهل يجب عليه عرض حالته على الطبيب ؟

السؤال: 199474

نعيش نحن ثلاثة رجال مسلمين في غرفة ، و أحد هؤلاء الرفقاء في الغرفة يشخر بصوت
عالي وهو نائم ، ويكون هذا في عمق الليل مما يتسبب أن الرفيق الآخر لا يمكنه النوم أثناء الليل ، على أن هذا لا يزعجني لنومي العميق ، ويدعي بأن هذا مرض يمكن الشفاء منه ، ولكن الذي يشخر لن يذهب للطبيب ، ولا يأخذ الموضوع مأخذ الجد .
وسؤالي :
هل هو بهذا يتعدى على حقوق الآخرين في النوم ؟ ، وهل بهذا يحرم عليه الشخير حيث أنه سيمر الليل ويؤذي شخصاً آخر وعليه فما هو الحكم من الكتاب و السنة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي للمسلم أن يراعي مشاعر إخوانه المسلمين ، فيأتي الذي يحبونه ويدع الذي يكرهونه وعليه أن يجتهد في الابتعاد عن أذيتهم ؛ لأن المسلم أخو المسلم ، يحب له ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ، ولا شك أن كل إنسان يحب أن ينام دون إزعاج من الآخرين ؛ لأن النوم ضرورة ، وإذا هو لم يأخذ كفايته من النوم فقد تتعطل مصالحه ومصالح الآخرين ، وقد يتعرض بسبب ذلك إلى الفصل من العمل أو المجازاة على الإهمال والتأخير الذي يسببه عدم أخذه القدر الكافي من النوم .
وقد صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ) رواه ابن ماجة (2340) وصححه الألباني في ” صحيح ابن ماجة ” .
قال المناوي رحمه الله :
” فيه تحريم سائر أنواع الضرر إلا بدليل لأن النكرة في سياق النفي تعم ” .
انتهى من ” فيض القدير ” (6/ 431) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
” فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ الضِّرَارِ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ ” انتهى من ” نيل الأوطار ” (5/ 311) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ” شرح الأربعين النووية ” (ص 325-326) :
” الفرق بين الضرر والضرار: أن الضرر يحصل بدون قصد ، والمضارة بقصد ، ولهذا جاءت بصيغة المفاعلة .
مثال ذلك : رجل له جار وعنده شجرة يسقيها كل يوم ، وإذا بالماء يدخل على جاره ويفسد عليه ، لكنه لم يعلم ، فهذا نسميه ضرراً.
مثال آخر: رجل بينه وبين جاره سوء تفاهم ، فقال: لأفعلن به ما يضره ، فركب موتوراً له صوت عند جدار جاره وقصده الإضرار بجاره ، فهذا نقول مضار ….
وهذا الحديث أصل عظيم في أبواب كثيرة ، ولا سيما في المعاملات .
فالقاعدة : متى ثبت الضرر وجب رفعه ، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار ” انتهى باختصار .
والفقهاء يقولون : لصاحب الملك التصرف في ملكه بشرط عدم الإضرار بالغير ، قال ابن ضويان رحمه الله :
” وحرم على الجار أن يحدث بملكه ما يضر بجاره …. ولجاره منعه من ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه ابن ماجه ” انتهى من “منار السبيل” (1 /373) .
وعلى هذا ، فعلى صاحبك هذا أن يتخذ الأسباب التي تمنع إضراره أو أذيته لإخوانه ، وليعرض نفسه على الأطباء فقد يكون علاج ذلك سهلا ، وقد ذكرت نصائح عدة لمنع الشخير أثناء النوم ، ويوجد بالصيدليات أشرطة لاصقة قيل : إنها توسع القناة التنفسية مما يساهم في تقليل الشخير أو منعه بالكلية ، وقد يكون عنده مشكلة حقيقية في التنفس فيحتاج إلى عملية جراحية .
لكن ، إذا احتاج علاج ذلك إلى عملية جراحية فلا يلزمه ذلك ، لما فيها من ألم وخطورة وحينئذ ، فإما أن يتحمل أصحابه ذلك ، أو ينتقلوا إلى سكن أوسع ويستقل هو بغرفة مستقلة .

وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (132564) .

والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android