نعيش نحن ثلاثة رجال مسلمين في غرفة ، و أحد هؤلاء الرفقاء في الغرفة يشخر بصوت
عالي وهو نائم ، ويكون هذا في عمق الليل مما يتسبب أن الرفيق الآخر لا يمكنه النوم أثناء الليل ، على أن هذا لا يزعجني لنومي العميق ، ويدعي بأن هذا مرض يمكن الشفاء منه ، ولكن الذي يشخر لن يذهب للطبيب ، ولا يأخذ الموضوع مأخذ الجد .
وسؤالي :
هل هو بهذا يتعدى على حقوق الآخرين في النوم ؟ ، وهل بهذا يحرم عليه الشخير حيث أنه سيمر الليل ويؤذي شخصاً آخر وعليه فما هو الحكم من الكتاب و السنة ؟
يسكن مع أصحابه ويكثر من الشخير المزعج أثناء النوم ، فهل يجب عليه عرض حالته على الطبيب ؟
السؤال: 199474
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ينبغي للمسلم أن يراعي مشاعر إخوانه المسلمين ، فيأتي الذي يحبونه ويدع الذي يكرهونه وعليه أن يجتهد في الابتعاد عن أذيتهم ؛ لأن المسلم أخو المسلم ، يحب له ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ، ولا شك أن كل إنسان يحب أن ينام دون إزعاج من الآخرين ؛ لأن النوم ضرورة ، وإذا هو لم يأخذ كفايته من النوم فقد تتعطل مصالحه ومصالح الآخرين ، وقد يتعرض بسبب ذلك إلى الفصل من العمل أو المجازاة على الإهمال والتأخير الذي يسببه عدم أخذه القدر الكافي من النوم .
وقد صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ) رواه ابن ماجة (2340) وصححه الألباني في ” صحيح ابن ماجة ” .
قال المناوي رحمه الله :
” فيه تحريم سائر أنواع الضرر إلا بدليل لأن النكرة في سياق النفي تعم ” .
انتهى من ” فيض القدير ” (6/ 431) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
” فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ الضِّرَارِ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ ” انتهى من ” نيل الأوطار ” (5/ 311) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ” شرح الأربعين النووية ” (ص 325-326) :
” الفرق بين الضرر والضرار: أن الضرر يحصل بدون قصد ، والمضارة بقصد ، ولهذا جاءت بصيغة المفاعلة .
مثال ذلك : رجل له جار وعنده شجرة يسقيها كل يوم ، وإذا بالماء يدخل على جاره ويفسد عليه ، لكنه لم يعلم ، فهذا نسميه ضرراً.
مثال آخر: رجل بينه وبين جاره سوء تفاهم ، فقال: لأفعلن به ما يضره ، فركب موتوراً له صوت عند جدار جاره وقصده الإضرار بجاره ، فهذا نقول مضار ….
وهذا الحديث أصل عظيم في أبواب كثيرة ، ولا سيما في المعاملات .
فالقاعدة : متى ثبت الضرر وجب رفعه ، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار ” انتهى باختصار .
والفقهاء يقولون : لصاحب الملك التصرف في ملكه بشرط عدم الإضرار بالغير ، قال ابن ضويان رحمه الله :
” وحرم على الجار أن يحدث بملكه ما يضر بجاره …. ولجاره منعه من ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه ابن ماجه ” انتهى من “منار السبيل” (1 /373) .
وعلى هذا ، فعلى صاحبك هذا أن يتخذ الأسباب التي تمنع إضراره أو أذيته لإخوانه ، وليعرض نفسه على الأطباء فقد يكون علاج ذلك سهلا ، وقد ذكرت نصائح عدة لمنع الشخير أثناء النوم ، ويوجد بالصيدليات أشرطة لاصقة قيل : إنها توسع القناة التنفسية مما يساهم في تقليل الشخير أو منعه بالكلية ، وقد يكون عنده مشكلة حقيقية في التنفس فيحتاج إلى عملية جراحية .
لكن ، إذا احتاج علاج ذلك إلى عملية جراحية فلا يلزمه ذلك ، لما فيها من ألم وخطورة وحينئذ ، فإما أن يتحمل أصحابه ذلك ، أو ينتقلوا إلى سكن أوسع ويستقل هو بغرفة مستقلة .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (132564) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة