0 / 0

طبيب يسأل عن حكم وصف النظارات للمرضى مع ما فيها من ضرر

السؤال: 200036

إني رجل أحرص كل الحرص على أن يكون دخلي حلالاً ، وقد درست طب العيون لسنوات ، وأتساءل الآن عن حكم وصف النظارات الطبية للمرضى ، فأنا أعلم جيداً ان النظارات تضر العيون ، وتؤثر على الدماغ ، فهي لا تزيد المريض إلا سوءاً ؛ لأنها تشتت التركيز ، وتضعف النظر ، لكن ما العمل والطريقة الطبيعية في علاج العيون قد تستغرق سنوات ، ربما سنتين أو أكثر أو أقل ، اعتماداً على الحالة ! فعلى سبيل المثال أنا شخصياً قد أمضيت سنتين في علاج عينيّ بشكل طبيعي ، وما زلت في منتصف الطريق ، فأيّ مريض ذاك الذي سيصبر طوال هذه المدّه ، والناس فيما نعلم يحتاجون حلولاً سريعة ناجزه .
إن علاج النظر ليس بالنظارات كما يعتقد البعض ، لأن السبب الرئيس في ضعف النظر هو الضغط الذهني والهم والحزن ، وقد أكّد القرآن على هذه الحقيقة حيث قال “وابيّضت عيناه من الحزن فهو كظيم” .

فالسؤال إذاً :

هل يجوز لي أن أصف النظارات للمرضى في حين أني أنا شخصياً أتجنب هذه الطريقة في علاج نظري مستعيضاً بالطرق الطبيعية الأخرى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا ندري عن دقة المعلومات التي ذكرتها حول النظارات وعلاج النظر وطريقته ، ولكن لو فرضنا صواب ما ذكرته ، فإن هذا لا يقتضي التحريم ، سواء في وصف النظارات للناس ودلالتهم عليها ، أو في العمل بهذا المجال .
وذلك لأن الضرر المقتضي للتحريم في الشريعة يشترط فيه :
1- أن يكون محقق الوقوع أو غالباً .
قال العز بن عبد السلام : ” لَا يَجُوزُ تَعْطِيلُ الْمَصَالِحِ الْغَالِبَةِ ، لِوُقُوعِ الْمَفَاسِدِ النَّادِرَةِ “.
انتهى من “قواعد الأحكام” (1/100).
وقال القاضي عياض : ” مَا لَا يَسْتَلْزِمُ الضَّرَرَ إلَّا نَادِرًا : لَا يَحْرُمُ الْإِقْدَامُ عَلَيْهِ ؛ لِغَلَبَةِ السَّلَامَةِ ؛ بِخِلَافِ مَا اسْتَلْزَمَهُ غَالِبًا ، فَإِنَّ الْإِقْدَامَ عَلَيْهِ مُمْتَنِعٌ ؛ لأَنَّ الشَّرْعَ أَقَامَ الظَّنَّ مَقَامَ الْعِلْمِ فِي أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ ” انْتَهَى ، نقله عنه في “مواهب الجليل” (1/ 79) .
2- أن يكون ضرراً بيناً واضحاً ، بحيث يترتب عليه هلاك الإنسان ، أو تلف عضو من أعضائه ، أو تعطل منفعته ، ونحو ذلك .
أما الضرر الموهوم ، أو الضرر اليسير الذي يشق الاحتراز عنه ، أو يحتمله الناس عادة ، فلا اعتبار به .
والذي يظهر أن الضرر الذي في “النظارات” من هذا القبيل ، فإن عامة الناس يستعملون النظارات منذ أزمنة طويلة ، ولم يظهر أنها تسبب لهم ضررا بيناً ! قد يكون هناك شيء من الضرر الذي ذكرته ، لكنه ليس ضرراً مفضياً للتحريم .
وبما أنك ترى أن الطريقة الطبيعية هي الأجدى في علاج العيون : فمن الممكن أن تشرح للمريض ذلك وتبين له فوائد هذه الطريقة ، وسلبيات النظارات ، فإن طلب بعدها النظارات ، أو وصفتها له ابتداءً ، فلا حرج عليك في ذلك ، إن شاء الله .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android