0 / 0
53,80703/08/2014

التقاذف بقشر البطيخ في المزاح هل هو من السنة ؟

السؤال: 200843

هل يصح أن التقاذف بقشر البطيخ سنة ، وإذا كان لم يرد إلا عن الصحابة ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي…. ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أخرج البخاري في الأدب المفرد ( 266 ) عن بكر بن عبد الله قال : ( كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله .
ومعنى ( يتبادحون بالبطيخ ) أي : يترامَوْن به . غريب الحديث للخطابي (3 /114) ، ولسان العرب (2/408) .

والمقصود بالبطيخ هنا هو قشره , وهذا منهم رضوان الله عليهم من قبيل المزاح , والدعابة وسماحة النفس , والمزاح جائز مشروع ، إذا خلا من المخالفات الشرعية التي سبق بيانها في الفتوى رقم : (22170) .

وقد وضع بعض أهل العلم ضابطا للمزاح المحمود والمزاح المذموم , فقال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه : ” الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح وترك التعبس , والمزاح على ضربين : فمزاح محمود , ومزاح مذموم , فأما المزاح المحمود فهو : الذي لا يشوبه مَا كره اللَّه عز وجل ، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم . وأما المزاح المذموم : فالذي يثير العداوة ، ويذهب البهاء ويقطع الصداقة ويجرىء الدنيء عليه ويحقد الشريف به ” انتهى من ” روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ” (1/77) .

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يمزح ولا يقول إلا صدقا وحقا , فقد روى الترمذي (1990) وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله ، إنك تداعبنا ! قال : ( إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا ) ، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الأدب المفرد ” برقم : (265) .

من هنا نعلم أن المزاح سنة لمن يحسنه ويحقق شرطه ويضعه موضعه , قيل لسفيان بن عيينة : ” المزاح هجنة ؟ [ أي : عيب ؟ ] قال : بل سنَّة ، ولكن الشأن فيمن يحسنه ويضعه مواضعه ” انتهى من ” شرح السنة للبغوي ” (13/184) .

وكان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يرفهون عن أنفسهم بشيء من المزاح المباح يستعينون بذلك على الحق , قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان .
وعن أبي الدرداء : إني أستجم ببعض الباطل [ يعني بذلك أشياء من المباحات ولا يعني أنها من المحرمات ] ليكون أنشط لي في الحق .
وقال ربيعة بن عبد الرحمن : المروءة ست خصال : ثلاثة في الحضر ، وثلاثة في السفر ، ففي الحضر : تلاوة القرآن ، وعمارة مساجد الله ، واتخاذ القرى في الله [ أي : إكرام الضيف ] ، والتي في السفر : فبذل الزاد ، وحسن الخلق ، وكثرة المزاح في غير معصية . ينظر : ” شرح السنة للبغوي ” (13/184) .
ومع كون المزاح المشروع سنة ، لكن التقاذف بقشر البطيخ بخصوصه لا يعتبر سنة , والصحابة رضوان الله عليهم وإن فعلوه ، فإنه لا يطلب من الناس الاقتداء بهم فيه , بل يطلب الاقتداء بهم في سماحة النفس والتواضع والتحبب إلى الناس بالمزاح المشروع , ثم بعد ذلك تترك آليات المزاح وطريقته بحسب ما يناسب كل عصر وشخص , فرب أمر يناسب شخصا لا يناسب آخرا , ورب تصرف يسعد شخصا ينزعج منه آخر وهكذا .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android