تنزيل
0 / 0

اعتاد فعل معصية بأكثر من طريقة وعاهد الله على ترك طريقة واحدة فقط

السؤال: 200855

سؤالي ويعلم الله أني سوف أقول كل ما حصل : كنت أفعل معصية ، لها طريقتان مختلفتان ، بين فترة وفترة ، وذات يوم عاهدت نفسي ألا أعود إلى طريق واحد منها ، وسجدت ( بدون صلاة ) ، وقلت يا رب شل أطرافي إن عدت للمعصية ، وحددت طريقا واحدا منها ، وكان في بالي وأنا ساجد أن أبعد نفسي عن طريق واحد منها ، والطريق الثاني للمعصية : كنت ناوي أن أعود له ، وأيضا في دعائي بعض الكلمات التي استعملتها لم تكن جيده فيها بعضاً من الخدش ، ووقعت بالمعصية التي عاهدت الله أن لا أعود لها قبل شهر ، أعلم أن بدعائي لم يكن هناك تأدب مع الله .

فما قولك فيما عملت ، وهل هذا لغو في الدعاء ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الذي يجب أن يتعبك حقا : هو وقوعك في المعصية ، هو عدم توبتك منها ، ولذلك عدت إليها سريعا !!
فعلى من تضحك يا عبد الله ، ومن تخدع بكلامك هذا ، بالله ، أخبرنا ؟!
أعلى ربك ، الذي عاهدته على ترك المعصية ، ودعوت ، وقلت … ثم أنت في أثناء ذلك كله ، قد ادخرت لنفسك طريقا احتياطيا للمعصية ، خلاف ما عاهدت ربك عليه ؟!!
ما سمعنا بمثل هذا العجب ، قط !!
أتخفي الطريق الآخر ، عن علام الغيوب !!
أتريد أن تتوب من طريقة للذنب ، لتحتفظ بطريقة أخرى ؟
فبئس هذه التوبة ، يا عبد الله !!
التوبة ، يا عبد الله : أن تقلع عن الذنب بالكلية ، وأن تندم على ما فات منك ، وأن تعزم بصدق وجد : على ألا تعود إليها ، أبدا ؛ لا أن تغلق باب المعصية ، لتدخل إليها من الشباك ؛ فما هذا اللعب بدينك ، وما هذا اللعب مع ربك ، يا عبد الله ؟!
ثانيا :
من عاهد الله على فعل شيء ، أو ترك شيء ، ثم أخلف ؛ فعليه كفارة يمين : إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ، أو تحرير رقبة ، فمن لم يجد : فصيام ثلاثة أيام .
وينظر جواب السؤال رقم: (47738) ، ورقم : (38934) .
وينبغي أن تنتبه أيضا إلى أنه لا يحل لك الدعاء على نفسك بشر ، أو لعنة ، حتى ولو كنت تريد أن تمنع نفسك من المعصية بذلك .
وينظر جواب السؤال رقم : (145757) .
لكن الأوجب عليك من مجرد الكفارة ، أو ما يلزمك فيها : أن تعيد تصحيح الطريق مع ربك ، بل أن تسير إليه من جديد ؛ فأنت لم تكن قد تبت بعد ؛ فبادر يا عبد الله بالتوبة من ذنبك ، قبل أن تفلت من يديك الساعة ، وتندم ، حين لا ينفع الندم .
واعلم أنه الله جل جلاله : رحمان رحيم ، أرحم بعباده من الوالدة بولدها ، يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل ؛ ومن استعان به أعانه ، ومن استهداه : هداه ، فلا تضعف ، ولا تهن ، ولا تيأس من رحمة ربك : ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) .
واعلم أن الله جل جلاله أكرم من أن يدعك في الطريق ، متى سلكت إليه ، بقصد صحيح قوي ، ونية سليمة خالصة : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/69.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) .
رواه البخاري (7405) ومسلم (2675) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android