0 / 0

هل يُنْكَر على من يقول عند التهنئة : ” مبروك ” ؟

السؤال: 201011

أريد منكم أن توضحوا لي كلمة مبروك ، حيث أن هذا تعبير شائع على ألسنة العوام أن يقولوا مبروك لفلان ، هذا خطأ فادح ، ويعارض الاستخدام الصحيح للكلمة في اللغة العربية ، حيث أن كلمة مبروك مشتقة من الفعل برَكَ ، وكلمة مُباركْ مشتقة من بارك ، لذلك لا يجب استخدام كلمة مبروك ويجب استخدام كلمة مبارك للتهنئة ؛ لأنها مشتقة من البركة كما ذكرنا آنفا ،والعوام لا يقصدون بقولهم مبروك لفلان المعنى الخطأ لكلمة برك إنما يقصدون معنى البركة ، ولكن هذا التعبير خاطئ .
فهل يُنْكَر على من يقول عند التهنئة : ” مبروك ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الصحيح من حيث اللغة ، وكذا من حيث الاستعمال الشرعي أن يقال : ” مبارك ” ولا يقال : ” مبروك ” ؛ وذلك أن اسم المفعول من فاعل الرباعي هو مفاعل .
وقال في “القاموس المحيط” (ص 932):
” البَرَكَةُ : النَّماءُ والزيادةُ ، والسَّعادَةُ ، والتَّبْريكُ: الدُّعاءُ بها.
وبَريكٌ: مُبارَكٌ فيه ، وبارَكَ اللهُ لَكَ ، وفيكَ ، وعليكَ، وبارَكَكَ ، وبارِكْ على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ : أدِمْ له ما أعْطَيْته من التَّشْريفِ والكَرامَةِ “.
انتهى .
وقال في “المصباح المنير” (1/ 45):
” الْبَرَكَةُ : الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ ، وَبَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ فَهُوَ مُبَارَكٌ ، وَالْأَصْلُ مُبَارَكٌ فِيهِ ” انتهى .
وقال تعالى : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) الأنعام/ 92 .
وقال عز وجل : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) الدخان/ 3 .
وقال عن عيسى عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ) مريم/ 31 .
وروى البخاري أيضا (5458) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ :” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: ( الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ ، وَلاَ مُوَدَّعٍ ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا ) .

على أن الأمر في هذا من حيث استعمال الناس : واسع ، فليس هذا من الألفاظ التوقيفية التي ورد الشرع بالتزامها ، بل بأي لفظ أدى معنى الدعاء بالبركة ، مما تعارفه الناس : حصل المقصود ، ولا إنكار في ذلك ، حتى وإن كان لفظا ملحونا من حيث الصنعة اللغوية ، ما دام المعنى في ذلك واضحا لمن يستعمله .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم القول عند التهنئة ” مبروك ” مع ما يقال إنها مأخوذة من البروك ، كأن تقول برك الجمل وليست بمعنى مبارك الذي هو من البركة ؟
فأجاب : ” اللفظة صالحة بأن تكون من البركة ، لأنه يقال هذا مبارك من الفعل الرباعي بارك ، ويقول هذا مبروك من برك ، ولكن العامة لا يريدون به إلا البركة وهو بمعنى مبارك في اللغة العرفية ..” انتهى ، من “فتاوى إسلامية” (4/ 478) .

والحاصل :
أنه لا حرج في استعمال كلمة “مبروك” عند التهنئة ، والدعاء بالبركة ، ما دام الناس قد تعارفوا على ذلك ، ولا خطأ فيه أصلا ، من الناحية الشرعية ، فضلا عن أن يكون فادحا .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android