يسأل : هل جميع الشيوخ الأتقياء هم من السلفيين؟
السؤال: 20172
احترت بشأن الجماعات الإسلامية الموجودة حالياً ، أعتقد أن السلفيين وأهل الحديث هم الأقرب للسنة . هل جميع الشيوخ الأتقياء هم من السلفيين ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نعم ، أقرب الجماعات الموجودة الآن إلى السنة هم السلفيون ،
وجِماع أصولهم ردّ مسائل الدين العلمية والعملية إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وما أجمع عليه سلف الأمة ، وسار عليه أهل القرون
الثلاثة المفضلة : قرن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثم الذين يلونهم
، ثم الذين يلونهم ، مع تعظيم سنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وسنة
خلفائه الراشدين ومحبة أهلها ، ومجانبة البدع والمحدثات العلمية والعملية في دين
الله وذمّ أهلها ، ثم العمل على تنقية علوم الناس وأعمالهم من هذه البدع ، والعودة
بهم إلى استئناف حياتهم على مثل ما كان عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأصحابه من الهدى ودين الحق .
ولكن . . لا يعني ذلك أن جميع الشيوخ الأتقياء يكونون من
السلفيين ، أو أن السلفيين كلهم تقاة ومن عداهم فليس تقياً . لا ، ليس الأمر كذلك .
فالتقوى هي فعل ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به ، وترك
ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه . فكل من أطاع الله تعالى واجتنب معصيته
على نور من الله ، فهو المتقي ، وكل من عصى الله تعالى نقص من تقواه بقدر معصيته.
وإذا كانت هذه حقيقة التقوى ، فإنها لا تحصل لعبد بمجرد التسمي
باسم السلفيين أو غيرهم أو الانتساب إلى طائفة من الطوائف بل كل من كان أعظم
تحصيلاً لأسباب التقوى من العلم بالله وشرعه ، والعمل بذلك كان أعظم حظاً من التقوى
، وأعلى مقاماً في الدين .
لأجل ذلك ينبغي أن نفرق بين المنهج السلفي الذي هو معصومٌ بعصمة
الأصول الشرعية : الكتاب والسنة والإجماع ، وبين الأفراد المنتسبين إلى هذا المنهج
، فهؤلاء ليسوا بمعصومين من الخطأ في العلم أو العمل ، وسواء كان هذا الخطأ معصية
أو حتى بدعة ، فإنما يتحمله الشخص الذي فعله نفسه ، ولا يجوز أن يحمل المنهج هذا
الخطأ ، ويكون ذلك ذريعة للقدح في المنهج السلفي بحجة أن فلاناً (السلفي) أخطأ وفعل
كذا .
وإليك مثالاً يوضح ذلك :
فالإسلام لا شك أنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه قال الله
تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )
آل عمران/85 . وقال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام
) آل عمران/19 . ولا يعني ذلك
عصمة المسلمين ، وأن جميع ما يفعله المسلمون صواب ، بل كثير من المسلمين – وللأسف
الشديد – قد خالفوا الإسلام ، وعصوا الملك العلام . فكما يجب التفريق بين الإسلام
وبين ما يفعله المسلمون ، كذلك يجب التفريق بين المنهج السلفي وبين السلفيين .
والله تعالى أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟