حكم ارتياد الأماكن التي بها منكرات ؛ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله
السؤال: 202140
ما حكم الشريعة الإسلامية في الدعوة والوعظ في الأماكن ” الخبيثة ” ، مثل المراقص وغيرها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الدعوة في أماكن يحصل فيها المنكر متوقفة على ما يترتب عليها من المصالح والمفاسد ،
فإن غلب على الظن حصول المصلحة وتحققها : فلا حرج في مباشرة الدعوة والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، أما إن غلب على الظن عدم حصول المصلحة ، أو كان المنكر المترتب
على الحضور في هذه الأماكن أعظم من المصلحة المرجوة ، أو خشي أحد الدعاة على نفسه
الفتنة ، فلا تشرع حينئذ الدعوة بتلك الأماكن .
فالحكم في ذلك ، حيث كان مبناه على تحصيل ما يمكن من المصالح ، ودفع ما يمكن من
المفاسد ، يتفاوت أيضا بتفاوت مكان عن مكان ، وزمان عن زمان ، وبلد عن بلد ،
والدعوة في مؤسسة ربوية ـ مثلا ـ ليست كالدعوة في مرقص أو حان للخمر ، وليست الدعوة
في الخمارة ، كالدعوة في المقهى ، وكلها أماكن منكرات .
ثم حال الشخص ، ومدى قبول الناس له ، أو ردهم له ردا جميلا ، أو استخفافهم بدعوته ،
هذه كلها مناطات للحكم ، مؤثرة فيه .
وقد كان أهل الحسبة يدورون
في الأسواق ويغشون أماكن الفسوق ويكسرون آلات اللهو ويريقون الخمور وينصحون الناس .
انظر : ” الكامل” (7/ 40) لابن الأثير .
وهذا بصفة عامة ، وأما بخصوص
أماكن الخمر والتي يكثر فيها السكارى : فليس من المناسب ، ولا من المفيد في شيء أن
نتوجه بالدعوة للسكران ، في حال سكره ، لكن إذا غلب على الظن أن من لم يسكر بعد ،
أو من أفاق من سكره : سوف ينتفع بالموعظة والدعوة ، فلا حرج في دعوتهم في ذلك
المكان .
وإذا أمكن تحصيل مصلحة
الدعوة ، وتربص المرتادين في الطرقات ، وعلى رؤوس الدروب ، من غير دخول تلك الأماكن
: فلا شك أنه أولى ، وأحوط ، وأبعد عن الفتنة ، والشبهة ، ثم هو أيضا أنفع
للمدعويين ؛ فالفقهاء يقولون : الدفع أسهل من الرفع ، ومنع الداخل لهذه الأماكن عن
ارتيادها ، قبل تلبسه بالمعصية ، أيسر ، وأقرب لاستجابته : من الحديث معه أثناء
تلبسه بها ، وانهماكه في الوسط المنحرف .
وللفائدة ينظر إلى جواب
السؤال رقم : (138765) ، وجواب السؤال
رقم : (34958) .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة