تنزيل
0 / 0

حكم قول الشاكي : ” حسبي الله على الدنيا ودوراتها “

السؤال: 202223

ما هو حكم قول “حسبي الله على الدنيا ودوراتها” ؟
في قول الكاتب :
طالت أيام عمري والمواجع تزيد….حسبي الله على الدنيا ودوراتها
دايم أقول قلبي معدنه من حديد… لين نفسي من الوقت انكسر ذاتها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من أصول اعتقاد المسلم : أن يعلم أن الله خالق كل شيء ، ومدبره ، ومالكه ، وأن الله
جل جلاله قد خلق كل شيء بقدر ، وأن كل مصيبة ، بل كل أمر يحدث من أمر الخلق ، فإنما
هو في كتاب عند الله ، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن
ليصيبه ، وأن الصبر على أقدار الله واجب للرب على عباده ، وأن الرضا بها : مفتاح
الراحة ، والروح ، والسرور للمرء في عيشه .
فمتى علم العبد ذلك ؛ فتكلم بشيء من هذا الكلام ، أو احتسب عند الله ما يلاقيه من
أمر الدنيا ، وأحوالها ، وهو يعلم أن ذلك إنما يجريه الله تعالى على خلقه بحكمته
وعلمه ، فطلب الكفاية من الله والالتجاء إليه ، وأن يحفظه من تقلبات الأحوال
واختلاف المقادير ، ويصونه من ألوان الفتن : فلا بأس بذلك ، ولا حرج على قائله ، إن
شاء الله .

وإن كان الأولى بكل حال أن يعتمد المرء نصوص الشرع الواردة في الأبواب عند حصول
الشكاية ، من الغم والهم والكرب والظلم والدين وغير ذلك ، فإن السنة وردت في هذه
الأبواب بما فيه الشفاء والراحة :
روى مسلم (2867) عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ).
وعند الترمذي (3233) : (.. وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي
إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ )
وصححه الألباني .
وليسأل العبد ربه عز وجل أن يحفظه ويعافيه ، في دينه ودنياه ، وأهله وماله ، بما
ورد في السنة من ذلك ، كما ورد عن ابْن عُمَرَ، قال: ” لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي،
وَحِينَ يُصْبِحُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي
وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ
رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ
يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ
أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)
رواه أبو داود (5074) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
ونحو ذلك مما ورد في السنة الثابتة .
فهذا أفضل وأكمل من اختراع أدعية وعبارات لم ترد في السنة بنصوصها أو ما يقاربها ،
وخاصة إذا خيف من ذلك معنى فاسد ، كالتسخط على أقدار الله ، أو سب الدهر ، أو نسبة
شيء من أمر الخلق ، إلى غير خالقه جل وعلا .

راجع لتمام الفائدة جواب السؤال رقم : (9571) ، (175548) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android