0 / 0

النسب إلى الجد أبي الأب بمنزلة النسب إلى الأب .

السؤال: 202593

لقد أخذت لقب زوجي ثم تنبهت إلى أنه لا يجوز ، وقررت تغيير هذا إلى اسم والدي في أسرع وقت ممكن إن شاء الله .
اسم والدي هو كريم سلطان ميرالي ، ولقب ميرالي مرتبط بطائفة الإسماعيلية الشيعية ، وزوجي لا يريد مني أن أغير لقبي باسم أبي الأول كريم ؛ لأن هذا الاسم يذكره بذكريات هو لا يريدها .
وعليه فهل يجوز لي أن أغير لقبي إلى اللقب الأوسط ” سلطان ” أم يجب أن يكون الاسم الأول أو الاسم الأخير ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا يجوز لأحد أن ينتسب لغير أبيه – ذكرا كان أو أنثى – ؛ لما روى البخاري (3508) ، ومسلم (61) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ: ( لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ – وَهُوَ يَعْلَمُهُ – إِلَّا كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) .
ففي هذا الحديث ” تهديد من انتسب إلى أب غير أبيه ، بحرمانه من الجنة ، واستحقاقه عذاب النار ، لتغييره نسبه وخلطه في الأنساب ، وهذا يترتب عليه فساد كثير، يترتب عليه حرمان وارث ، وتوريث من ليس بوارث ، وتحريم أبضاع مباحة ، وإباحة أبضاع محرمة ، والطعن في نسبه ، وازدراء لأصوله التي تولد منها، وعقوق لها.. إلى غير هذا من الفساد والآثار السيئة ، ومن أجل ذلك استوجب لعنة الله المتتابعة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ” .
انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (20/ 371) .
ينظر جواب السؤال رقم : (6241) .
ثانيا :
إذا كان اسم العائلة مرتبطا بطائفة الإسماعيلية فلا يلزم ذكره في اسمك ، أو في أوراقك الثبوتية ، بل يكفي أن تتسمي باسم أبيك ، واسم جدك .
وينظر جواب السؤال رقم : (180561) .
هذا ، مع أن ارتباط هذا الاسم بالطائفة الإسماعيلية : ليس مما يمنع انتسابك إليه ، أو تسميك به ، فهذا اسم قديم لجدك ؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم : ينسب إلى جده “عبد المطلب” ، وكان من أصحابه من ينسب إلى : عبد شمس ، وعبد الدار ؛ وكلها أسماء معبدة لغير الله ، لكن لما كانت التسمية بها قد حصلت ، واستقرت من أيام الجاهلية ، ولم يكن ممكنا تغييرها ، ولا حفظ الأنساب بدونها : لم يمنع الشرع من التسمي باسم مضى ، والإخبار عنه ، وإن كان قد حرم التسمية الجديدة بمثله .
وينظر جواب السؤال رقم : (75556) .
ثالثا :
الواجب أن ينتسب الشخص إلى أبيه الذي أنجبه ، فيقال : فلان بن فلان ، أو فلانة بنت فلان ، وليس من حق زوجك في شيء أن يرفض زوجك انتسابك إلى أبيك بدعوى أن هذا الاسم يذكره بأشياء يكرهها ولا يرتضيها ، فهذا حكم شرعي ، ثم إنه حق اجتماعي أيضا ، ليس من حق الزوج ، ولا من صلاحياته أن يتحكم فيه ، أو يغيره .
لكن : إن أصر على ذلك ، وكانت مخالفته قد تؤدي إلى ما لا تحمد عواقبه من الأذى والفتنة : فنرجو ألا يكون عليك حرج في انتسابك إلى جدك ، والد أبيك ؛ لأن الجد والد أيضا .
قال السرخسي رحمه الله في “المبسوط” (27/ 158):
” النَّسَبَ إلَى الْجَدِّ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ إلَى الْأَبِ فِي الْحَقِيقَةِ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يُنْسَبُ إلَى الْجَدِّ لِيُعْرَفَ دُونَ الْأَبِ .
أَلَا تَرَى أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُنْسَبُ إلَى جَدِّهِ ، وَكَذَلِكَ أَبُو نَصْرِ بْنُ سَلَامَةَ يُنْسَبُ إلَى جَدِّهِ؛ لِأَنَّ سَلَامَةَ جَدُّهُ لَا أَبُوهُ ، وَإِذَا كَانَ يُنْسَبُ إلَى الْجَدِّ صَارَ الْحُكْمُ أَنَّ الصُّلْبَ وَالْجَدَّ سَوَاءٌ ” انتهى .

وكثير من أهل العلم من كان ينسب إلى جده ، منهم :
– أحمد بن محمد بن موسى ، اشتهر بأحمد بن موسى .
– إسحاق بن إبراهيم بن سويد ، اشتهر بإسحاق بن سويد .
– سعيد بن كثير بن عفير ، اشتهر بسعيد بن عفير .
– عثمان بن عبد الله بن موهب التميمي ، اشتهر بعثمان بن موهب .
– عمرو بن معاذ بن سعد بن معاذ ، غلبت عليه نسبته إلى جده فعُرف بعمرو بن سعد بن معاذ .
وهذا كثير جدا لا يكاد يحصى .

على أننا نرى أنك إذا لم تذكري اسم والدك “كريم” في نسبك ، ولم تتمكني من إقناع زوجك بعدم المعارضة في ذلك ، واكتفيت باسم جدك “سلطان” ؛ نرى أنه يلزمك أن تذكري اسم عائلتك “ميرالي” ، حفظا لنسبك من الضياع ، وعدم اختلاطه بغيره من الأنساب .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android