هل يشترط لصحة البيع نقل السيارة من المعرض ؟
السؤال: 202805
أريد شراء سيارة بالتقسيط لحاجتي إليها ، وأثناء بحثي عن المعارض وجدت معرضاً ، قال لي : إنه يوجد لديه نظام تقسيط إسلامي عن طريق شركة أخرى ، تقوم الشركة الأخرى بشراء السيارة من المعرض ، وأقوم أنا بدفع المقدم والأقساط إلى الشركة وليس المعرض ، ولكن استلام السيارة يكون من المعرض ، ولكني اشترطت أن لا أتسلم السيارة في المعرض ، فعرضوا علي أن أتسلم السيارة خارج المعرض ولكن ليس في مقر الشركة ، أي أن الشركة ستقوم بنقل السيارة من المعرض وتسلمها لي في الشارع ، ربما بعد المعرض بشارع أو اثنين .
فهل هذه المعاملة تعتبر حلالا ؟ أم أن فيها تحايلا على الربا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الذي فهمناه من السؤال أن عقد البيع بينك وبين الشركة قد تم ، قبل حصول القبض
للسيارة من الشركة ؛ ولهذا طُلب منك أن تستلم السيارة من المعرض ، فإذا كان كذلك ،
فالعقد الذي جرى بينك وبين الشركة لا يصح ؛ لأن البيع قبل القبض الشرعي لا يصح ؛
لما رواه أبو داود (3499) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
: ” نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم ” . وحسنه الشيخ
الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي داود ” .
( حيث تبتاع ) أي : في المكان الذي اشتريت فيه .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه
الله : إحدى الشركات تقوم بشراء الأثاث ومواد البناء لمن يريد ، يذهب الزبون إلى
الشركة ويحدد الأثاث الذي يريده أو مواد البناء ، يدفع الزبون دفعة أولى – مثل
تقسيط السيارات – وبقية المبلغ المؤجل يتم تسديده على أقساط شهرية ، مع نسبة زيادة
تصل إلى 10 % للشركة ، فتعطي الشركة للزبون أمر استلام ؛ ليذهب إلى محل الأثاث
فيستلم أثاثه بنفسه ، وتسديد المبلغ المؤجل يكون للشركة التي قامت بالتقسيط ، فما
الحكم ؟
فأجاب : ” ليس للشركة أن
تبيع الأثاث ولا غيره من المنقولات ، إلا بعد أن يتم البيع ، وتقبض المبيع إلى
حوزتها ، وتنقله من ملك البائع إلى مكان آخر ، ثم يتم البيع بعد ذلك ، أما دفع
العربون للشركة قبل ذلك ، فلا يجوز .
وليس لها أن تبيع شيئاً إلا بعد أن تحوزه ، وتنقله من مكان البائع إلى مكان آخر ” .
انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (19/9-10) .
وبناء على ذلك : فليس للشركة
أن تبيع السيارة حتى تقبضها ، ويحصل القبض بنقلها من مكانها الذي بيعت فيه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” وما ينقل : مثل الثياب والحيوان والسيارات وما
أشبه ذلك يحصل قبضها بنقلها ؛ لأن هذا هو العرف ” انتهى من ” الشرح الممتع ”
(8/386( .
فإذا تم نقل السيارة خارج
المعرض ، جاز للشركة إجراء عقد البيع معك .
وينظر للأهمية جواب السؤال رقم 🙁
150579) ، ورقم : (81967)
، ورقم : (36408) .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة