تنزيل
0 / 0

هل يجوز تسمية المولود بـــ ” مهتدي ” ؟

السؤال: 202915

أنا حامل الآن ، وأفكر في أسماء الأولاد ، كنت أقرأ سورة الكهف وقرأت الآية ” 17 ” حيث قال الله تعالى: ” من يهدى الله فهو المهتد ” ومعناها من يهدى الله فهو المهتدى على الحقيقة ، في الحقيقة أحببت اسم “مهتد” ليكون اسما لطفلي إذا رزقني الله ، أحببت معنى “مهتد” وهى تعنى في هذا السياق الشخص الذي تمت هدايته من الله ، لكوني شخصية غير عربية ، ولا أعرف المعنى اللغوي ، ناقشت هذا الأمر مع إحدى الصديقات العربيات ، ولكنها أخبرتني بأن هذا الاسم غير شائع وأن كلمة ” مهتد ” خطأ من ناحية قواعد اللغة العربية من جهة استخدامها اسما ، وأن الكلمة الصحيحة يجب أن تكون ” مهتدى ” ، أنا منجذبة جدا لتسميته ” مهتد” أكثر من ” مهتدى ” لأن كلمة ” مهتد” سوف تذكرني بتلك الآية الجميلة ، من فضلكم : انصحوني .
هل سيكون هذا الاسم جيدا ، أم لا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الأصل في كلمة ( المهتدي ) إثبات الياء ، ويجوز حذفها تخفيفا ، ويستعاض عنها
بالكسرة .
قال الله تعالى في سورة الأعراف : (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي)
الأعراف/ 178.
وقال في سورة الإسراء : ( وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) الإسراء 97 .
وقال في سورة الكهف : ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) الكهف/ 17 .
قال ابن زمنين رحمه الله في تفسيره (1/381) : ” (المهتد) وقعت في المصحف في هذا
الموضع – أي في سورة الكهف – بغير ياء، ووقعت في الأعراف بالياء ، وحذف الياء جائز
في الأسماء ، ولا يجوز في الأفعال ” انتهى .

وعلى كل حال : فالوجه في
التسمية أن تثبت فيها الياء “مهتدي” ، وهي مذكورة كذلك ، وبنفس المعنى في آيات أخرى
، سوى التي ذكرت .

ثانيا :
يكره التسمي بما فيه معنى تزكية النفس ، ؛ لما روى البخاري (192) ، ومسلم (2141)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ” أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ ،
فَقِيلَ : تُزَكِّي نَفْسَهَا ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ “.
ينظر جواب السؤال رقم : (117474)
، (141081) .
ثالثا :
اسم ” مهتدي ” لا حرج فيه إذا لم يلاحظ فيه معنى التزكية ، وهو في معنى ” راشد ” و
” صالح” ونحو ذلك من الأسماء ، ولا حرج في التسمية بهذه الأسماء إذا لم يقصد بها
تزكية المسمى .
أما إذا لوحظ بهذه الأسماء ونحوها التزكية فإنه يكره التسمي بها .

روى الترمذي (1616) وصححه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ: يَا رَاشِدُ، يَا
نَجِيحُ ) وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” برقم (4978) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
” الأسماء التي تدل على التزكية : تارة يتسمى بها الإنسان لمجرد كونها علَما : فهذه
لا بأس بها، وتارة يتسمى بها مراعيا المعنى الذي تدل عليه ، فهذا يؤمر بتغيير الاسم
، فمثل (ناصر) أكثر الذين يسمون (ناصر) لا يريدون أنه ينصر الناس أبدا إنما يريدون
أن تكون علما محضا فقط ، والذي يسمى (خالد) هل يريد أن ولده يخلد إلى يوم القيامة ؟
لا ، والذي يسمى (صالح) هل أراد أنه سمي صالحا لصلاحه .
لكن إذا لوحظ في ذلك معنى التزكية فإنه يغير ولهذا غير النبي – صلى الله عليه وسلم
– اسم برة إلى زينب ، وامرأة اسمها برة غيرها إلى جويرية ، فهذا هو الميزان: إذا
لوحظ فيه معنى التزكية يغير، وإذا لم يلاحظ فيه معنى التزكية فإنه لا يغير ” انتهى
من ” مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (25/ 280-281) .

وعلى كل حال : فالذي ننصحك
به أن تتخيري من الأسماء الحسنة ما هو مناسب ، وملائم ، ومقبول في بيئتك ، ومعناه
الحسن واضح في لغتك ، ولا نفضل التسمية باسم مهتدي : لغرابته أولا ، سواء في بيئتك
أو غيرها ، فقل في الناس من يتسمى بهذا ، ولا ينبغي للمرء أن يتعمد الإغراب في
الأسماء التي يختارها لأبنائه ؛ ثم ينبغي عليه أيضا أن يختار ما لا إشكال فيه ، ولا
يحتمل دخوله تحت نهي أو كراهة شرعية ، كالتزكية ونحو ذلك ؛ فالأصل الشرعي العام :
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
ينظر جواب السؤال رقم : (7180)
لمعرفة الآداب التي ينبغي مراعاتها عند تسمية الأبناء .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android