معروف أن الموسيقى والغناء حرام بفضل الله ، ولكن أنا شاب لدي موهبة في غناء الراب . فهل يجوز لي الغناء ؟ مع العلم أن كل أغنية تحتوي على النصائح والإرشادات ، وتفتح الإسلام في قلوب المستمعين .
يريد الدعوة إلى الله من خلال غناء الراب
السؤال: 203630
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نعتقد أن النصح والإرشاد ، وتحبيب الناس إلى الإسلام وتعاليم الإسلام ، لا تكون بمعصية الله سبحانه ، ومخالفة شرعه الذي ألزمنا به لجلب الخير لنا ودفع الشر عنا ، وتحريم المعازف والموسيقى – سواء كانت على طريقة الراب أم الجاز أم غيرها من الألحان – مما هو معلوم في مذهب جماهير الفقهاء والعلماء ، وقد سبق تقريره في موقعنا في مجموعة من الإجابات ، يمكن مراجعتها في الأرقام الآتية : (5000) ، (5011) .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
عن " جماعة " يجتمعون على قصد الكبائر ، من القتل وقطع الطريق والسرقة وشرب الخمر وغير ذلك ، ثم إن شيخا من المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك ، فلم يمكنه إلا بطريقة مبتدعة ، فتاب عدد منهم ؟
فأجاب بجواب طويل ، جاء في خلاصته :
" الشيخ المذكور قصد أن يتوِّب المجتمعين على الكبائر ، فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي . يدل أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة ، أو عاجز عنها ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية . فلا يجوز أن يقال : إنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة ، فإنه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم ، بالطرق الشرعية التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع البدعي ؛ بل السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – وهم خير أولياء الله المتقين من هذه الأمة – تابوا إلى الله تعالى بالطرق الشرعية ، لا بهذه الطرق البدعية . وأمصار المسلمين وقراهم قديما وحديثا مملوءة ممن تاب إلى الله واتقاه ، وفعل ما يحبه الله ويرضاه بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية . فلا يمكن أن يقال : إن العصاة لا تمكن توبتهم إلا بهذه الطرق البدعية " انتهى بتصرف يسير وباختصار السؤال والجواب من " مجموع الفتاوى " (11/623) .
والحاصل : أنه لا يجوز أن نعصي الله عز وجل من حيث نريد الدعوة إليه ، فالدعوة لا يبارك الله فيها إلا إذا كانت خالصة لوجه الله ، ومتبعة شريعة الله سبحانه ، ليس فيها إثم ولا رياء ولا معصية ، وقد وسع الله على الناس وسائل الدعوة المباحة الكثيرة ، من حوارات ، ومؤتمرات ، ومحاضرات ، وفعاليات ، ومنها أيضا بعض الوسائل الأدبية الثقافية كالشعر والنشيد الهادف الخالي من المعازف والقصة والتصوير الفني والإخراج الفيلمي الوثائقي ونحو ذلك من الأساليب الكثيرة ، التي يمكن أن تخلو من المحرمات بكل يسر وسهولة إذا توفرت النية والعزيمة الصادقة.
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة