0 / 0

هل التسمية بـ ” محمد أحمد ” أو العكس ، من التزكية ؟

السؤال: 203769

هل يجوز تسمية المولود محمد في حين أن اسم الأب أحمد ، يعني محمد أحمد ، أو أحمد محمد ، أو العكس ؟
لأني سمعت أن هذين الاسمين إذا التقيا ، يصبح الاسم من التزكية .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تشرع تسمية الابن باسم حسن ، ومن أحسن الأسماء أسماء الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، قال ابن القيم رحمه الله :
” لَمَّا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ سَادَاتِ بَنِي آدَمَ ، وَأَخْلَاقُهُمْ أَشْرَفَ الْأَخْلَاقِ ، وَأَعْمَالُهُمْ أَصَحَّ الْأَعْمَالِ ، كَانَتْ أَسَمَاؤُهُمْ أَشْرَفَ الْأَسْمَاءِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْمَصَالِحِ إِلَّا أَنَّ الِاسْمَ يُذْكَرُ بِمُسَمَّاهُ ، وَيَقْتَضِي التَّعَلُّقَ بِمَعْنَاهُ : لَكَفَى بِهِ مَصْلَحَةً ، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ حِفْظِ أَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَذِكْرِهَا ، وَأَنْ لَا تُنْسَى، وَأَنْ تُذكِّر أَسَمَاؤُهُمْ بِأَوْصَافِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ ” انتهى من “زاد المعاد” (2/ 312).

ومن أحسن أسماء الأنبياء أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأحسنها : ” محمد ” و ” أحمد ” .
روى البخاري (3538) ،ومسلم (2133) – واللفظ له – عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: ” وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ : لَا نَدَعُكَ تُسَمِّي بِاسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْطَلَقَ بِابْنِهِ حَامِلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا فَقَالَ لِي قَوْمِي : لَا نَدَعُكَ تُسَمِّي بِاسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي ، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ ) .
ثانيا :
لا حرج على من اسمه ” أحمد ” أن يسمي ابنه ” محمدا ” أو العكس ، ولا تزكية في ذلك عند من يظن ذلك ؛ لأن هذا اسم الوالد ، وذاك اسم ولده ، فلم يُجمعا لمسمى واحد ، فإن قيل : ” محمد أحمد ” كان معناه : ” محمد بن أحمد ” فهذان اسمان لمسميين مختلفين .
والتسمية بمحمد أو أحمد من التسمية المشروعة المستحبة كما تقدم .

بل لو جُمعا لمسمى واحد : لم يظهر لنا فيه محظور شرعي أيضا ، ولم يظهر لنا أنه من باب التزكية المنهي عنها في الأسماء .

وهناك من أهل العلم من اسمه محمد بن أحمد ، ومن اسمه أحمد بن محمد ، عدد كبير وجم غفير ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم أنكر ذلك أو عابه ، فهذه المسألة من مسائل الإجماع السكوتي .
والإمام أحمد اسمه : أحمد بن محمد بن حنبل .
وهناك من اسمه : محمد بن أحمد بن محمد ، منهم : محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن ميسرة القرشي ، أبو يوسف ؛ الحافظ الصيدلاني الجزري الرقي .
“تهذيب التهذيب” (9/ 23) .
ومنهم : محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج القزويني ، الإمام المحدث .
“سير أعلام النبلاء” (12/8) .
ومنهم : محمد بن أحمد بن محمد بن سهل الصيرفي الثقة .
“تاريخ بغداد” (1/357) .
بل هناك من اسمه : أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد ، منهم : أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خلف القطيعي البغدادي من رجال أبي داود ، وهو من ثقات المسلمين .
“تهذيب التهذيب” (1/ 70) .
ومنهم : أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد البرداني الحافظ .
“سير أعلام النبلاء” (14/211) .
ومنهم : أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن زنجويه ، الفقيه الشافعي .
“سير أعلام النبلاء” (14/220) .
ومثل هذا لا يكاد يحصى كثرة .

فالخلاصة :
أن تسمية من اسمه أحمد ابنه محمدا ، أو العكس ، لا حرج فيها شرعا ، وليس مثل هذا من التزكية المنهي عنها .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (136636) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android