0 / 0

ماذا تصنع مع صديقتها المتبرجة حتى تتحجب وتحتشم في لباسها ؟

السؤال: 205401

لدي صديقة لبسها ضيق جدا لدرجة الوصف ، قمنا بنصيحتها أكثر من مرة حتى تغير من لبسها ، فلم تستجب وكان ردها في أغلب الأوقات : لست وحدي من تفعل ذلك ؟ والأكبر منا ينصحونها ، ولا فائدة . وكلما سألنا أحد معارفنا عن عروس لابنهم ، فنرشح صديقتنا لهم ، يرفضونها متعللين بملبسها وسلوكها ، فقررنا اتخاذ أسلوب جدي حتى تفيق : الأول : أن نبلغها بما يحدث عندما نرشحها كعروس لأحد أقربائنا . الثاني : أن كثيرا من الشباب يعاكسونها في الطريق ، فقلنا لماذا لا نجعل شخصا يعاكسها ، وعندما ترد عليه ، يقول لها : أنت من تفعلين بنفسك هذا .. ؛ فهل في الأمرين حرمة ؟ وماذا نفعل لها حتى تستجيب للنصيحة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الذي نراه أن ترشيحكم إياها عروسا وهي مصرة على ما هي عليه من التبرج : أمر غير مقبول ، بل غير مشروع ؛ فإن المستشار مؤتمن ، ومن يطلب ترشيح عروس ، هو يستشير من يطلب منه ، ويستنصحه ، وليس من النصيحة ، ولا من أداء الأمانة في المشورة : أن يختار من كانت على هذه الحال ، لتكون عروسا ، بل يختار : صاحبة الدين والخلق والعفاف ، وهن كثيرات ، بحمد الله .
غير مناسب في الحقيقة ، وإنما يكون ذلك بعد أن تلتزم وتحتشم . ورفض الناس إياها وزهدهم فيها لما هي عليه هو عين الصواب .
ثانيا :
الأسلوب الأول الذي اتخذتموه وهو أن تبلغوها برفض الناس إياها عروسا كلما رشحتموها أسلوب جيد لحضّها على الحجاب ؛ فإن المرأة إذا رأت الناس يزهدون فيها لسلوكها المشين فربما دفعها ذلك إلى أن تراجع نفسها وتصلح من حالها .
أما الأسلوب الآخر : وهو أن ترصدوا لها في طريقها شخصا يعاكسها وعنما ترد عليه يقول لها : أنت من يحرض الناس على معاكستك والتحرش بك بما تلبسينه من ملابس فاضحة ، وبما أنت عليه من سلوك منحرف : فهذا الأسلوب لا يجوز التعامل به ، وذلك لما يلي :
1- : أنه مخالف لعموم قوله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل/ 125 . فليس هذا الأسلوب من أساليب الحكمة والموعظة الحسنة ، بل هو من أساليب أهل الفسق والمجون ؛ لما فيه من استخدام العبارات المشينة والألفاظ الجارحة .
2- : أنه يعرّض من يتعامل به إلى الضرر وحصول المشاكل مع أهل هذه الفتاة ، وربما مع المارة أيضا ، وهذا لا يأمر به الشرع ، وإنما ينهى عنه .
3- : أنه يعرّض من يتعامل به إلى السب والشتم من قبل الفتاة نفسها ، وربما حررت ضده محضرا في الشرطة .
4- : أنه من المنكر الذي يجب النهي عنه ، فاستخدامه للنهي عن منكر آخر باطل ، فالمنكر لا يردّ بالمنكر ولا يغيّر به .
بل إن من يفعل ذلك معها : لا يؤمن عليه الفتنة بها حقيقة ، وكم من أناس دخلوا أبواب الفتن ، استكشافا لها ، أو لعبا ، أو ظنا أنهم يصلحونها ؛ ثم لم يلبثوا أن سقطوا فيها ، وغرقوا ، حتى لم ينفع فيهم بعد ذلك وعظ ولا زجر .
وإنما المطلوب وعظها بالحكمة واللين من قِبل فتيات مثلها ، تقيات عالمات بأمر دينهن ، يصبرن عليها ويتوددن إليها ويُظهرن لها المحبة والإخلاص ، ويُخبرنها أنه ما حملهن على مناصحتها إلا حب الخير لها وحضها على طريق الاستقامة ؛ حفظًا لدينها وصيانة لعرضها لئلا يطمع فيها أهل الشهوات والهوى .
ثم يُبيّنَّ لها أن الاقتداء إنما يكون بأهل التقوى والصلاح ، لا بأهل الفساد والفتنة ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، ومن أحب قوما حُشر معهم .
فلا يصح لها أن تقول : لست وحدي من يفعل ذلك ، فإن هذه الحجة باطلة شرعا وعقلا ، وإلا لجاز لكل أحد أن يفعل ما يشاء بدعوى أنه ليس وحده من يفعل ذلك ، إنما يفعله معه الكثيرون ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) الأنعام/ 116.
ويُهدى لها بعض الكتيبات والأشرطة الإسلامية التي تحض على الحجاب والعفاف ، وتبين الآثار السيئة للتبرج وعدم الالتزام بأحكام الدين في الدنيا والآخرة .
ثم الله من بعد ذلك يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، فليس عليكن هداها ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص/ 56.

وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (88086) ، (107783).

فإن لم يجد معها شيء من ذلك : شرع هجرها ، زجرا لها عما هي عليه ؛ فإنها متى رأت المقربين منها قد اجتنبوها لأجل ما هي عليها ، انكسرت نفسها ، ورجي أن ينصلح حالها بذلك .

فإن كانت على حال من التهتك ، بحيث يشار إليها في مكانها ، وتشتهر به : تأكد هجرها والبعد عنها ، حتى لا تضرر سمعة من يصاحبها .
وينظر جواب السؤال رقم : (114787).

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android