تنزيل
0 / 0

حكم تجاوز آيات السجدة ، حتى إذا فرغ من تلاوة القرآن كله سجدها .

السؤال: 207173

هل يصح لنا عند قراءة القرآن أن نتجاوز آيات السجدات لنُرجئها جميعاً ، الأربع عشر سجدة ، ثم نسجدها دفعة واحدة عن الانتهاء من المصحف كاملاً ؟ أم المطلوب منّا أن نسجد عند كل سجدة على حده ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يشرع للمسلم كلما مر بآية سجدة أن يسجد ، سواء كان في صلاة ، أو كان خارجا عن الصلاة .
ولا يشرع له أن يتجاوز آيات السجدة كلها ، حتى إذا فرغ من تلاوة القرآن كله سجدها دفعة واحدة أو دفعات ؛ فإن ذلك العمل لا أصل له ، وفيه إخلال بترتيب التلاوة .
والسجود إنما يكون بسبب قراءة الآية المعينة ، فإذا أخرها ذلك التأخير ، خرج السجود عن أن يكون مسببا عن التلاوة ، بالفاصل الطويل بينهما ، وصار كما لو تعمد إخراج العبادة عن وقتها المعين ، بلا عذر ، ثم أداها في غير وقتها !!
قال الخرشي رحمه الله في "شرحه" (1/ 353):
" يُكْرَهُ مُجَاوَزَتُهَا أَيْ : تَعَدِّي سَجْدَةِ التِّلَاوَةِ لِمَنْ قَرَأَ مَحَلَّهَا ، فِي وَقْتِ جَوَازِ لَهَا ، وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ " انتهى .
وقال البهوتي رحمه الله في "كشاف القناع" (1/ 449):
" ( وَيُكْرَهُ اخْتِصَارُ آيَاتِ السُّجُودِ ، وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَهَا فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَة ٍ) ، أَوْ وَقْتٍ وَاحِدٍ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ، ( يَسْجُدُ فِيهَا ، أَوْ أَنْ يُسْقِطَهَا مِنْ قِرَاءَتِهِ ) لِئَلَّا يَسْجُدَ لَهَا . قَالَ الْمُوَفَّقُ: كِلَاهُمَا مُحْدَثٌ ، وَفِيهِ إخْلَالُ التَّرْتِيبِ " انتهى .

وقد روى ابن أبي شيبة (1/ 366) بسند صحيح عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : " كَانُوا يَكْرَهُونَ اخْتِصَارَ السُّجُودِ ، وَكَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا أَتَوْا عَلَى السَّجْدَةِ أَنْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَسْجُدُوا ".

قال الحافظ السيوطي رحمه الله :
" وابتدع بعضهم بدعة أخرى وهي : جمع آيات سجدات القرآن ، عقيب ختم القرآن ، في صلاة التراويح ، في الركعة الأخيرة ، فيسجد بالمأمومين جميعاً " انتهى من "الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع" (ص 149).

وقال الشيخ أبو شامة رحمه الله في "الباعث على إنكار البدع والحوادث" (ص 86):
" ابتدع بعضهم جمع آيات السجدات ، يقرأ بها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ، ويسبح بالمأمومين في جميعها " انتهى .

وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله تعالى :
هل يجوز جمع السجدات في القرآن مرة واحدة ، تكون عند آخرها ، أو عند الختمة ، إذا كان القارئ يقرأ في العمل ، والشارع ، والسيارة ونحو ذلك ؟
فأجاب :
" لا يجوز ذلك ، بل على القارئ كلما قرأ آية فيها سجدة : أن يسجدها إن تيسر له ذلك، ولو كان راكبا أو ماشيا ، فإنه يشير بالسجود بأن يخفِض رأسه ، ويحني ظهره ، ويدعو بدعاء السجود ، مع العلم أن سجدات التلاوة متفرقة في القرآن ، ولا يجوز أن يؤخرها إذا مر بها ويقرأ من بعدها ، بل عليه أن يواصل قراءته " انتهى .

راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (131299).

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android