الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
ينبغي على الوالدين أن يختارا من الأسماء ما له دلالة ومعنى حسناً ؛ فذلك من حق الولد على والديه ، فيُراعى في الاسم عدم مخالفته للشريعة ، وعدم خروجه عن اللسان العربي .
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله : ” الاسم عنوان المسمى ، ودليل عليه ، وضرورة للتفاهم معه ، ومنه ، وإليه ، وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الآخرة والأولى ، وتنويه بالدين ، وإشعار بأنه من أهله – وانظر إلى من يدخل في دين الله ( الإسلام ) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي ، لأنه له شعار – ثم هو رمز يعبر عن هوية والده ، ومعيار دقيق لديانته ، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته ، فهو عندهم كالثوب ، إن قصر شان ، وإن طال شان .
ولهذا صار من يملك حق التسمية ( الأب ) مأسوراً في قالب الشريعة ولسانها العربي المبين ، حتى لا يجني على مولوده باسم يشينه ” انتهى من ” تسمية المولود ” (ص/1) .
وقال – أيضاً – رحمه الله : ” يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى ، في قالب النظر الشرعي واللسان العربي ، فيكون : حسناً ، عذباً في اللسان ، مقبولاً للأسماع ، يحمل معنى شريفاً كريماً ، ووصفاً خالياً مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته “.
انتهى من ” تسمية المولود ” (ص/13) .
ثانياً :
المعنى الذي ذكرته تلك المرأة من أن ريماس من الرمس ، وأن الرمس معناه تراب القبر وظلمته ، ليس عليه دليل من كلام أهل اللغة ، والمذكور في كتبهم إنما هو الرمس .
فقد جاء في ” القاموس المحيط ” (ص/708) : ” ( الرمس ) : كتمان الخبر والدفن والقبر ، كالمرمس والراموس ” انتهى .
وفي ” لسان العرب ” (6/101) : ” ( رمس ) الرَّمْسُ الصوت الخَفِيُّ … ، وأَصلُ الرَّمْسِ الستر والتغطية ، ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر : رَمْسٌ ، والقبر نفسُه رَمْسٌ ” انتهى.
وأما ( ريماس ) فغير مذكور في كتبهم ، وهذا يدل على أنه اسم أعجمي وليس عربياً .
والأسماء الأعجمية إذا عرف معناها ، ولم يكن فيها محذور شرعي ، فلا حرج في التسمية بها ، وإن كان الأولى بالمسلم العربي أن يسمي بالأسماء العربية المعروفة .
فعلى هذا ، لا يلزمكِ تغيير اسم ابنتك ( ريماس ) ؛ أولاً : لأنه لا يظهر فيه محذور شرعي لذاته ، وثانياً : حتى لو ثبت أنه أعجمي ، فتغييره ليس على سبيل الوجوب ، إنما هو مستحب .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” لا يلزمه تغيير اسمه إلا إن كان معبَّداً لغير الله ، ولكن تحسينه مشروع ، فكونه يحسِّن اسمه من أسماء أعجمية إلى أسماء إسلامية : هذا طيب ، أما الواجب : فلا ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (18/55) .
والله أعلم .