تنزيل
0 / 0
16264915/01/2014

استيقظ في نهار رمضان فوجد المني ينزل منه ولا يدري هل هو احتلام أم استمناء , فما حكم الصوم؟

السؤال: 207243

استيقظت وأنا صائم في نهار رمضان فوجدت المني ينزل مني ، ولكن أنا لا أدري : هل هو نزل خطأ( أي عن احتلام ) ، أم نزل عمدا ( أي عن استمناء ) ، لأني عندما استيقظت وجدت يدي تعبث بالذكر . فماذا علي أن أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الاحتلام سبب لتصريف القوة الجنسية لدى الجنسين ، وليس للإنسان دور فيه ، بل يحصل له وهو نائم بمقتضى الطبيعة البشرية ، والإنسان لا يؤاخذ على ذلك , لأن النائم مرفوع عنه القلم , وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (9208 ).
ثانيا :
إن كان خروج المني منك في نهار رمضان : قد حدث عن طريق الاحتلام فهذا لا يبطل الصوم ؛ لأنه أمر خارج عن قدرة الإنسان وطاقته ، ولا يستطيع أن يمنعه ، والله عز وجل يقول : ( لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها ) . قال ابن قدامة َ: " لَوْ احْتَلَمَ لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ , لِأَنَّهُ عَنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ مِنْهُ , فَأَشْبَهَ مَا لَوْ دَخَلَ حَلْقَهُ شَيْءٌ وَهُوَ نَائِمٌ ." انتهى من " المغني " لابن قدامة (3 /128).
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن رجل احتلم في نهار رمضان فما هو الحكم ؟ فأجابت : " من احتلم وهو صائم أو محرم بالحج والعمرة : فليس عليه إثم ولا كفارة ، ولا يؤثر على صيامه ، وعليه غسل الجنابة إذا كان قد أنزل منيّاً " .
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (10 /274) .
ثالثا :
إذا كان خروج المني في نهار رمضان قد حدث عن طريق الاستمناء ، والشخص مستيقظ واع لما يحدث: فإن الصوم قد فسد , ووجب عليه التوبة إلى الله سبحانه من الاستمناء :
أولا : لأنه فعل محرم ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : ( 329 ) , ويجب عليه أيضا التوبة من إيقاع الاستمناء في نهار رمضان ، لأنه بهذا الفعل قد انتهك حرمة الصوم , ثم الواجب عليه بعد التوبة أن يقضي يوما مكان هذا اليوم الذي أفسده , قال الشيخ ابن باز : " الاستمناء في نهار الصيام يبطل الصوم إذا كان متعمداً ذلك وخرج منه المني ، وعليه أن يقضي إن كان الصوم فريضة ، وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ، لأن الاستمناء لا يجوز في حال الصوم ولا في غيره ، وهي التي يسميها الناس العادة السرية " انتهى من " فتاوى الشيخ ابن باز "( 267 /15 ).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إذا استمنى الصائم فأنزل : أفطر ، ووجب عليه قضاء اليوم الذي استمنى فيه ، وليس عليه كفارة ، لأن الكفارة لا تجب إلا بالجماع ، وعليه التوبة مما فعل " انتهى . من " فتاوى أركان الإسلام " ص 478 .
أما وقد اختلط عليك الأمر – أيها السائل – فلم تدر أن هذا المني قد خرج عن سبيل الاحتلام أو الاستمناء , فإنه يحمل على الاحتلام ؛ لأن الأصل في النائم براءة الذمة وارتفاع التكليف عنه , فيعمل بهذا الأصل ولا ينتقل عنه إلا بيقين , ولا يختلف هذا الحكم حتى وإن كان خروج المني قد حصل بسبب عبثك بعضوك ما دمت نائما ؛ لأن الفعل من النائم بمنزلة العدم لعدم تكليفه , قال شمس الدين الأصفهاني : " لا فرق بين الميت والنائم والغافل في رفع الحكم عنهم، لأنا علمنا بالعقل أن شرط التكليف : التعقل، وكما أن الميت لا يعقل التكليف، فكذلك النائم والغافل لا يعقلان التكليف" انتهى من " بيان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب " (2 / 491).
والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android