تنزيل
0 / 0
30,51822/12/2013

تسأل الله إذا استجاب لها في الدعاء أن تشعر براحة ، فما حكم ذلك ؟

السؤال: 207858

هل يجوز الدعاء بشي بالغيب ؟
يعني مثلاً ادعي يا رب إذا كنت بترزقني الذرية الصالحة حين أتزوج ، يا رب أشعر براحة ، أو إذا كنت بنجح في هذه المادة ، يا رب أشعر براحة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الدعاء من العبادة ، وهو سلاح المؤمن ، وغياثه وقت الكروب والشدائد والحاجات .
والمشروع أن يتأدب الداعي في دعائه بأدب الدعاء ، ينظر لمعرفة آداب الدعاء جواب
السؤال رقم : (41017)
.
ثانيا :
على العبد أن يسأل ربه تعالى ويحسن الظن به في حاجته وسؤاله ، ويعلم أن الله تعالى
يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، كما قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة/ 186 .

وإجابة الدعاء إنما تكون
بإحدى ثلاث : إما أنْ يعجِّل الله له دعوتَه ، وإمَّا أنْ يدَّخر له من الخير مثلها
، وإما أنْ يصرف عنه من الشرِّ مثلها .
وقد يكون من الخير للداعي عدم حصول مطلوبه ؛ لما في حصوله من الشر والفتنة ، والعبد
في غفلة عن هذا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله :
” فالدعوة التي ليس فيها اعتداء : يحصل بها المطلوب ، أو مثله ، وهذا غاية الإجابة
؛ فإن المطلوب بعينه : قد يكون ممتنعاً ، أو مفسداً للداعى ، أو لغيره ، والداعي
جاهل لا يعلم ما فيه المفسدة عليه ، والرب قريب مجيب ، وهو أرحم بعباده من الوالدة
بولدها ، والكريم الرحيم إذا سئل شيئاً بعينه ، وعلم أنه لا يصلح للعبد إعطاؤه :
أعطاه نظيره ، كما يصنع الوالد بولده إذا طلب منه ما ليس له ، فإنه يعطيه من ماله
نظيره ، ولله المثل الأعلى ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 14 / 368 ) .
وينظر جواب السؤال رقم : (127017)
.
والحاصل :
أن العبد يدعو ربه بخير الدنيا والآخرة ، وقد مدح الله عباد الرحمن الذين يقولون :
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان/ 74 .
وفي الحديث عن أم المؤمنين عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: ” اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ
الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآَجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ
، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ
عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ
النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ
تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا ” .
رواه أحمد في مسنده (25019ـ الرسالة) ، وصححه الألباني .

والراحة ـ أيضا ـ هي من جملة
هذا الخير .
فإن لم يكن يدري وجه الخير في أمره ، أو تردد فيه ، فعليه بدعاء الاستخارة لله عز
وجل ، ففيه الدعاء بما يرجو العبد من الراحة ، وزيادة .
وينظر جواب السؤال رقم : (72255)
.

على أن العبد ينبغي أن يعلم
أن الراحة الحقيقية ، والراحة التامة : إنما هي بلقاء الله ، والتنعم في جنته ،
وأما قبل ذلك : فلا يصفو أمر لراحة أبدا ، بل ساعة وساعة ، وقد قال الله تعالى :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) البلد/4 .
وقال الشاعر :
طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها * صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها * مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android