0 / 0

يأمرها والدها بعدم استخدام هاتفها ، وينهاها عن السهر ليلا ، فهل يجب عليها طاعته في ذلك ؟

السؤال: 209256

هل يجب على طاعة والدي لو أمرنى بعدم استخدام هاتفي ، فأنا لا أستخدم هاتفي فى الحرام ؟
وهل له الحق فى إلزامى بالنوم ليلا وعدم السهر ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تجب طاعة الوالدين أو أحدهما في المعروف ، وطاعتهما وبرهما من أفضل الأعمال الصالحة .
فإذا أمرا الولد بما فيه مصلحته ، في أمر دينه أو أمر دنياه : وجب عليه طاعتهما .
وكذا تجب عليه الطاعة فيما أمراه به ، مما فيه نفعهما ولا ضرر عليه فيه .
تنظر إجابة السؤال رقم : (5053) ، والسؤال رقم : (101105) .
ثانيا :
الأصل أن الوالدين أعلم بمصالح أبنائهما – ذكرانا وإناثا – منهم ، فإذا كانا صالحين ، فلا يأمران عادة أحدا من الأبناء إلا بما يعود عليه بالنفع في دينه أو دنياه ، غير أن الأبناء – وخاصة حدثاء الأسنان منهم – لا يدركون ـ عادة ـ وجه المصلحة كما ينبغي فيما يأمر به الوالدان ، ولاسيما إذا خالف ذلك رغبة أحدهم وحاجته ، فربما ظن في بعض ذلك الخير والنفع ، وفيه ضرره وعطبه ، ربما لنقص التجربة ، وربما لغلبة الهوى والميل الشخصي إلى ما ينهاهم عنه الآباء ، وربما لغلبة التقليد لمن حولهم ، ومن كانوا في مثل أسنانهم .

والذي نراه أن للوالد الحق في منع أبنائه ، أو بناته على وجه الخصوص ، من استعمال الهاتف ، إلا بإذنه ، وألا يكون للبنت هاتف خاص بها ، فكثرة تداول الهواتف ، قد فتح أبوابا من الشرور والمفاسد ، والعلاقات المحرمة ، والتواصل مع الجنس الآخر ، ما الله به عليم ، ومن كان على وعي من الآباء بشيء من ذلك ، فسوف يكون حذرا جدا من السماح لابنته بمثل ذلك ، بل كثير منهم يمنعون بناتهم من استعمال الهاتف ، لا سيما وحاجتهن إليه في مثل تلك السن الصغيرة : قليلة ، ضيقة جدا ، وبالإمكان قضاء تلك الحوائج من خلال هاتف الوالد ، أو الأسرة .

فالذي ينبغي عليك أن تستمعي إلى ما يطلبه منه والدك ، ويوجهك إليه ؛ لأنه أحرص على مصلحتك منك ، وأدرى منك بوجوه النفع والضرر في مثل ذلك .

ثالثا :
يكره السهر بالليل بعد العشاء ، إلا ما كان لحاجة أو مصلحة راجحة ، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تضييع صلاة الفجر .
ومن المصالح المعتبرة : السهر للصلاة ، أو محادثة الضيف إن كان هناك ضيف ، أو استذكار الدروس ، ونحو ذلك ، لكن شريطة ألا يؤدي إلى تضييع الصلاة ، أو تأخيرها عن وقتها في شيء من ذلك كله .
والمقطوع به أن والدك إنما يأمرك بالنوم بعد العشاء وعدم السهر ؛ لما في ذلك من المصلحة ، والإنسان إذا نام مبكرا استراح جسده ، وأمكنه أن يقوم لصلاة الفجر في نشاط ، واتقى بذلك كثيرا من المشغلات الليلية المذمومة من السهر أمام التليفزيون أو مسامرة لا تعود بالنفع ، وإنما تعود بالضرر .
وإذا كان لك حاجة معتبرة في السهر ، فينبغي أن تصارحي والدك ، وتوضحي له ذلك ، وتستأذنيه في السهر ، بقدر ما يحقق لك مصلحتك ، ويقضي حاجتك ، ولا يضر بك ، أو يمنعك عن القيام بحق هو أوجب عليك من مصلحة السهر .

وينظر للفائدة : إجابة السؤال رقم : (150519) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android