0 / 0
146,10428/05/2014

هل هناك وقت معين للرقية ؟

السؤال: 209359

هل هناك وقت محدد خلال اليوم لعمل الرقية ؟ فقد سمعت أنه ينبغي أن تكون بعد طلوع الشمس ، وبعد العصر، فهل هذا صحيح ؟ وإذا لم يكن كذلك ، فمتى وقتها الصحيح ، وكم يستمر مفعولها ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الرقية الشرعية مستحبة ، فقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، ورقى أصحابه رضي الله عنهم أنفسهم ، وهي من العلاجات الشرعية التي يستعملها العبد للوقاية من الآفات البدنية والنفسية والشيطانية .
وليس هناك وقت معين للرقية ، بل تفعل في أي وقت من ليل أو نهار ، ولو تحرى بها بعض أوقات الإجابة ، كجوف الليل الآخر : فهو حسن إن شاء الله ، لكن ليس لأن للرقية علاقة أو تقيدا بوقت معين ؛ بل لأن الرقية في حقيقتها : دعاء ورغبة إلى الله ، فلو تحرى بها وقت إجابة الدعاء ، فهو حسن .
وهكذا سائر الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء .
مع أنها مشروعة في كل وقت ، ولم يتقيد ورودها في السنة بوقت دون آخر .

روى البخاري (4439) ، ومسلم (2192) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ ، قالت : فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ ” .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
” فِيهِ إِثْبَاتُ الرُّقَى وَالرَّدُّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، وَفِيهِ الرُّقَى بِالْقُرْآنِ ” .
انتهى من “التمهيد” (8/ 129) .
وروى مسلم (2185) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : ” كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ ، قَالَ : ( بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ ) .
وروى مسلم (2186) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : ” أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ: ( بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللهُ يَشْفِيكَ ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ) .
وروى البخاري (5742) عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بن صهيب قَالَ: ” دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَقَالَ ثَابِتٌ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، اشْتَكَيْتُ ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلاَ أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا ” .

ثانيا :
تستحب الرقية قبل النوم ؛ لما روى البخاري (5017) عَنْ عَائِشَةَ: ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ) .

ثالثا :
لم يوقت الشرع وقتا معينا لمفعول الرقية ، والمشروع أن العبد إذا اشتكى رقى نفسه ، ولا يزال يرقيها حتى يبرأ بإذن الله ، كما أنه لا يزال يتناول الدواء حتى يبرأ بإذن الله .
وما يقال من كون الرقية يسري مفعولها عشرة أيام أو نحو ذلك : قول لا دليل عليه ، وإنما المشروع أن المسلم إذا اشتكى ، قرأ على نفسه حتى يبرأ .
راجع إجابة السؤال رقم : (3476) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android