تنزيل
0 / 0

كيف تتعامل الأسرة مع الابن العاق ؟

السؤال: 210875

كيف التعامل مع ابن عاق لوالديه ؟ وكيف التعامل مع ابن يهدد والدته بالقتل ، وتحدي والديه ، واتهم أخته بالدعارة والزنا ، وفضح شرف أسرته ؟ والتشاجر الدائم مع الضيف وسبه وشتمه وتهديده ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

على الوالدين حسن تربية أولادهما ، والقيام عليهم بما ينصلح به حالهم في أمر دينهم وأمر دنياهم .
فإذا نشأ الولد عاصيا عاقا ، فعلى الوالدين بذل المزيد من الجهد لطلب هدايته واستقامته ، بتذكيره ونصحه وإرشاده ، والصبر عليه ، والدعاء له ، واختيار صحبة طيبة ، ومعارف صالحين يزورونه وينصحونه ويصحبونه .
وينبغي أن يعين والديه على ذلك إخوانه وأصحابه وجيرانه بما يقدرون عليه .
انظر جواب السؤال رقم : (106443) .
فإذا زاد شر الولد وعظم فساده ، كما ذكر في السؤال ، ولم يفلح معه الوعظ والتأديب : فالواجب أن ينهى عن منكره بكل ما أمكن ، بأن يهدد بالضرب ، أو يضرب فعلا ، أو يستعان عليه برجال العائلة ، أو يرفع أمره إلى السلطات ، إن لم يمكن منع شره بما سبق بغير ذلك ، ولا ينبغي التساهل مع شره ، أو التغاضي عنه ، بل تقطع مادته قبل أن يستفحل ، ويعظم ضرره .
فيسلك معه أولا ما سبق من النصح والإرشاد وتذكيره بالله ترغيبا وترهيبا ، وتعريفه بحق والديه عليه ، وحق أخته عليه وحق الزوار والأضياف ، وأن تماديه في هذا المنكر الذي هو عليه سيبغضه إلى أهله وجيرانه والناس من حوله ، مع الإلحاح عليه في ذلك ، بلين الجانب والصبر والحكمة والموعظة الحسنة .
وعلى إخوانه أن يجتهدوا في هذا السبيل ، ويسلكوا معه مسالك الحكمة والروية ، ويعظوه باللين ، ولا يشتد عليه أحد في الكلام .
فإن تمادى فيما هو عليه قاطعه والداه وإخوانه وأخواته وهجروه فلم يكلموه ولم يعاملوه ، وهم في ذلك يرجون له من الله الصلاح ويدعون له بالهداية .
فإن لم يرجع واستمر على فساده فإنه يبلغ عنه الجهات المختصة وسلطات الأمن التي تستطيع أن تكفه عن الشر والفساد ، وتردعه عما هو عليه .
ولا ينبغي أن يترك مع تماديه في هذا العدوان ؛ لعظيم شره وتوالي حصول الضرر من جهته لأهله وللناس من حوله .
وينبغي فوق ذلك كله أن يراجع الوالدان وأهل البيت حالهما مع الله ؛ فإن عامة تلك البلايا إنما تكون بسبب المعاصي التي تجلب على أهل البيت الشر والفساد ، قال ابن الحاج رحمه الله – وهو يتكلم عن المخالفات الشرعية التي قد تقع من الزوجين أو أحدهما – :
" لا جرم أن التوفيق بينهما قل أن يقع ، وإن دامت الألفة بينهما فعلى دخن ، وإن قدر بينهما مولود فالغالب عليه إن نشأ العقوق ، وارتكاب ما لا ينبغي كل ذلك بسبب ترك مراعاة ما يجب من حق الله تعالى منهما معا " .
انتهى من "المدخل" (2/ 170) .
ويراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (175164) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android