أنا أقوم بعمل أسطوانة فيها شروحات لبرامج خاصة بحجب المواقع الإباحية، والبرنامج الذي سوف أقوم بشرحه يتم تفعيله بصورة مجانية ، عليك فقط الدخول للموقع وطلب رمز تفعيل وعلى الفور يتم إرساله إلى بريدك ، ولكن الصفحة التي يتم فيها طلب التفعيل فيها صورة لفتاة صغيرة ، ومن بعيد هنالك صورة مشوشة قليلا لامرأة كبيرة تكتب ، وإذا أردت أن تتصفح هذا الموقع أكثر ، سوف تجد في أحد الصفحات صورة واضحة لامرأة كبيرة ، بالتأكيد بدون حجاب .
فهل آخذ ذنبا لأنني أنا من دله على الموقع ، إذا نظر إلى هذه المرأة ؟
هل يأثم إذا دل غيره على برامج مفيدة ، لكن تظهر فيه صورة امرأة ؟
السؤال: 211031
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إذا تحققت حاجة الشخص إلى هذا البرنامج ، أو غيره من البرامج المفيدة ، ولم يمكنه الحصول عليه ، أو الدخول على موضعه ، إلا بمشاهدة مثل هذه الصورة ، أو وجود موسيقى في صفحة البرنامج ، أو نحو ذلك ، فيقال هنا : إن احتمال مثل هذه المفاسد اليسيرة ، لأجل تحصيل مصلحة أعلى منها ، أو دفع مفسدة أكبر منها : أمر مشروع ، جاءت الشريعة بمثله في عامة مواردها .
قال ابن نجيم رحمه الله :
” إذَا تَعَارَضَ مَفْسَدَتَانِ : رُوعِيَ أَعْظَمُهُمَا ضَرَرًا بِارْتِكَابِ أَخَفِّهِمَا .
قَالَ الزَّيْلَعِيُّ : ثُمَّ الْأَصْلُ فِي جِنْسِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ أَنَّ مَنْ اُبْتُلِيَ بِبَلِيَّتَيْنِ، وَهُمَا مُتَسَاوِيَتَانِ: يَأْخُذُ بِأَيَّتِهِمَا شَاءَ ، وَإِنْ اخْتَلَفَا : يَخْتَارُ أَهْوَنَهُمَا ؛ لِأَنَّ مُبَاشَرَةَ الْحَرَامِ لَا تَجُوزُ إلَّا لِلضَّرُورَةِ ، وَلَا ضَرُورَةَ فِي حَقِّ الزِّيَادَةِ ” .
انتهى من “الأشباه والنظائر” (ص 76) .
وحينئذ : إذا كانت المصلحة المرجوة من مثل هذه البرامج ، أعلى من المفاسد التي توجد فيها ، وكانت الحاجة إليها عامة : فلا حرج عليك في دلالة غيرك عليه ، ولا تتحمل أنت إثم نظره إلى هذه الصور ، إذا نظر إليها .
ولو أمكنك أن تنبه من تدله ، إلى اتقاء هذه المفسدة : فهو أحسن ، وأبرأ لذمتك .
وينظر إجابة السؤال رقم : (184242) .
وأما إذا لم تدع الضرورة ، أو تتحقق الحاجة إلى مثل ذلك ، فلا داعي إلى فتح مثل هذه الأبواب على غيرك ؛ قال الحسن بن صالح رحمه الله : ” إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من السوء ” .
انتهى من “حلية الأولياء” (7 /331) .
وينظر إجابة السؤال رقم : (39923) ، والسؤال رقم : (104043) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة