تنزيل
0 / 0

حكم ترك الجماعة بسبب ظروف العمل

السؤال: 212542

نعيش في الغرب ونبذل ما بوسعنا لأداء الصلاة في جماعة في أوقاتها ، غير أننا في بعض الأحيان نعجز عن أدائها في جماعة ، لكوننا منشغلين بالعمل أو بالدراسة ، ولا يُسمح لنا بمغادرة المكان لأننا في بلد كافر ، لذلك فإننا نصلي منفردين ، وقد قرأت الفتاوى المتعلقة بترك صلاة الجماعة ، وأعتقد أن هذه الفتاوى لا تخص من يعيش في الغرب لأن الظرف مختلف .
إذاً فالسؤال هو : ما حكم ترك صلاة الجماعة ، بالنسبة لنا نحن المقيمين في الغرب عندما نكون في العمل أو في المدارس ؟ مع ملاحظة أننا غير قادرين على الهجرة ، إما لنقص المال أو لعدم موافقة الأبوين .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأصل في صلاة الفرائض للرجال أن تكون جماعة في المساجد ، وهذا الذي كان عليه عمل
المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
روى مسلم في صحيحه (654) عن أبي الأحوص رحمه الله قال : قال عبد الله – يعني : ابن
مسعود – رضي الله عنه : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلاَةِ
إِلاَّ مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ ، أَوْ مَرِيضٌ . إِنْ كَانَ الْمَرِيضُ
لَيَمْشِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ الصَّلاَةَ . وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَنَا سُنَنَ الْهُدَى ، وَإِنَّ
مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلاَةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ ) .

وقد جاءت النصوص الشرعية
آمرة بذلك ؛ منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أَتَى النبي صلى الله عليه
وسلم رجل أعمى ، فقال : يا رسول الله ، إنَّه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرخِّص له ، فيصلي في بيته ، فرخص له ، فلما
وَلَّى دَعَاهُ فقال : ( هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ ؟ ) ، فقال : نعم .
قال : ( فَأَجِبْ ) رواه مسلم (653) .

ولهذا فكل سامع للأذان هو
مأمور بإجابة النداء والصلاة في المسجد ما لم يكن معذورا .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (21969)
، وجواب السؤال رقم (20655) .

لكن إن اجتهدتم في إدراك
الجماعة ، فلم تتمكنوا منها ، لما ذكرتم من الحال ، ولم يتيسر لكم عمل ملائم ، أو
دراسة مناسبة ، تتمكنون فيها من صلاة الجماعة : فلا حرج عليكم في إكمال عملكم ، أو
دراستكم التي لا غنى لكم عنها ، ثم تدركون الصلاة في وقتها ، فرادى ، أو جماعة مع
بعضكم ، إذا تيسر لكم ذلك .
جاء في كتاب ” مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ” (1/702) – عند الكلام عن
الأعذار المبيحة لترك الجماعة – : ” ويعذر بتركهما خائف ضرر بمعيشة يحتاجها ” انتهى
.

ولمزيد الفائدة ينظر إلى
جواب السؤال رقم : (72895) ، وجواب السؤال
رقم : (9455) ، وجواب السؤال رقم : (72895)
.

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android