0 / 0

حكم تهنئة الأم بعيد ميلادها

السؤال: 213243

أنا شاب ملتزم ، أتعلم بجامعه خارج البلاد ، هل يجوز أن اتصل بأمي لأهنئها بعيد ميلادها ؟ أنا أعلم أنه لا يجوز الاحتفال بذكرى كهذه ، وأنا أبر أمي كثيرا – والحمد لله – ، لكن أمي بعيدة جدا عن الدين ، ولا أريد أن تنفر أكثر من تصرفي ، فبماذا تنصحني ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

احتفال الشخص بعيد ميلاده من البدع المحدثة التي تسربت إلى المسلمين من بلاد الكفار ، فالاحتفال به تشبه بهؤلاء الكفرة ، وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (1027) .

وتهنئة الشخص لغيره بعيد ميلاده هو نوع من المشاركة والمعاونة على هذه البدعة ، وتشبه بالكفار .
والله تعالى يقول : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة /2 .
وطاعة الوالدين وإن كانت من آكد الواجبات ، إلا أنّها لا تكون في معصية الله تعالى .
قال الله تعالى : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان / 15 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" ‏( وَإِنْ جَاهَدَاكَ ) أي‏:‏ اجتهد والداك (عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا )‏‏ ولا تظن أن هذا داخل في الإحسان إليهما ، لأن حق اللّه مقدم على حق كل أحد ، و‏" ‏لا طاعة لمخلوق ، في معصية الخالق "‏ .
ولم يقل ‏:‏ ‏‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما‏‏ ؛ بل قال‏ : ( فَلا تُطِعْهُمَا ) أي‏:‏ بالشرك ، وأما برهما ، فاستمر عليه ، ولهذا قال : ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) ‏أي‏:‏ صحبة إحسان إليهما بالمعروف ، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي ، فلا تتبعهما‏ " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " ( ص 648 ) .

فاتباعا لهذا الهدي القرآني ، عليك أن تشرح لأمك بكل أدب سبب عدم تهنئتك لها بيوم ميلادها ، وأن تسعى في برّها والإحسان إليها في غير معصية ، ومن أعظم ما تبرّ به أمك أن تبذل وسعك في دعوتها إلى الالتزام بشرع الله تعالى ، وأن تكثر الدعاء لها بالهداية ، ثم طيب قلبها عليك بالهدية والإحسان والبر والصلة ، بين الحين والحين ، كلما كان ذلك ممكنا لك .

ولمزيد الفائدة طالع الفتوى رقم : (26804 ) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android