0 / 0

الفرق بين الفجور والفسق والمعصية

السؤال: 213293

هل بالإمكان شرح معنى كلمة ( فاسق )، و( فاجر )، و( المذنب العادي ) بالتفصيل . وما الفرق بين هذه المصطلحات جميعًا . فكلمة ( المذنب ) تستخدم للجميع ، وفي هذا شيء من الإشكال ، لفهم أهمية كل مصطلح على حدة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يمكننا أن نلخص الفارق بين هذه الأوصاف الدينية ونوضحه على الوجه الآتي :
الفسق : يغلب استعماله في كبائر الذنوب ، كالسرقة وأكل الربا والزنا ونحو ذلك .
وأما الفجور فيغلب استعماله في كبائر الذنوب أيضا ، ولكنه كثيرا ما يخص إطلاقه على الإكثار من الكبائر والاستهتار بها والانطلاق فيها ، أو بالكبائر الأشد شناعة ، التي يستنكرها كل عاقل حتى لو لم يكن مسلما ، كاللواط ، وزنا المحارم ، والبهتان ، والتنكيل في القتل ، واليمين الغموس ، ونحو ذلك .
فالفجور أشنع من الفسق ، والمعصية أقل منهما درجة .
يقول أبو هلال العسكري رحمه الله :
” الفرق بين الفسق والفجور :
أن الفسق هو الخروج من طاعة الله بكبيرة .
والفجور الانبعاث في المعاصي ، والتوسع فيها ، وأصله من قولك : ( أَفْجَرتُ السَّكْر ) إذا خرقتَ فيها خرقا واسعا ، فانبعث الماء كل منبعث ، فلا يقال لصاحب الصغيرة فاجر ، كما لا يقال لمن خرق في السَّكر خرقا صغيرا أنه قد ( فجر ) السَّكْر [السكر: هو سد النهر] .
ثم كثر استعمال الفجور حتى خص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك ” انتهى من ” الفروق “(231) .
ويقول أبو المكارم الخوارزمي (ت610هـ) رحمه الله :
” الفجور والفسوق والعصيان ، كأن الفاجر يفتح معصيته ويتسع فيها ، وفي دعاء القنوت ونترك من يفجرك ، أي : يعصيك ” انتهى من ” المغرب في ترتيب المعرب ” (ص: 351) .
ثانيا :
ما سبق لا يمنع إطلاق كل هذه الأوصاف : الفسق ، الفجور ، المعصية ، على بعضها بعضا، فما سبق تقريره من الفارق بينهما إنما يكون عند اجتماع هذه الألفاظ مع بعضها ، أو عند إطلاقها وإرادة تخصيصها بالاصطلاح السابق ، ولكن عند إطلاقها مفترقة ، يصح إرادة أي معنى من المعاني السابقة ، فاللواط مثلا معصية ، وكبيرة ، وفجور ، وهكذا قال أبو البقاء الكفوي رحمه الله : ” الفاجر : يطلق على الكافر والفاسق ” انتهى من ” الكليات ” (ص/693) .
اللهم إلا أن صغائر الذنوب لا يطلق عليها ـ عادة ـ وصف الفسق أو الفجور ، فهذا الإطلاق علامة على كون الذنب من كبائر الذنوب كما يقول العلماء ، ويراجع في ذلك كتاب ” الزواجر عن اقتراف الكبائر ” (1/8)
وقد ورد قليلا إطلاق الفسق والفجور على مطلق المعصية :
يقول أبو المكارم الخوارزمي (ت610هـ) رحمه الله :
” في دعاء القنوت ( ونترك من يفجرك ) أي يعصيك ” انتهى من ” المغرب في ترتيب المعرب ” (ص: 351) ، وكذا قال العيني في ” عمدة القاري ” (14/307) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” الفجور : اسم جامع لكل متجاهر بمعصية ، أو كلام قبيح يدل السامع له على فجور قلب قائله ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (15/286) .
ويقول أبو البقاء الكفوي :
” الفسق في القرآن على وجوه – فعدها وذكر منها – بمعنى السيئات ، نحو : ( ولا فسوق ولا جدال في الحج ) وكله راجع في اللغة إلى الخروج . من قولهم : فسقت الرطبة عن القشر ” انتهى من ” الكليات ” (ص/693) .
والخلاصة :
1. أنه إذا اجتمعت هذه الأسماء فالأشنع هو الفجور ، ثم الفسق ، ثم المعصية .
2. وإذا افترقت فيجوز إطلاق كل منها على الآخر .
3. إلا أن إطلاق الفجور والفسق على مطلق المعصية لتشمل أي صغيرة أو سيئة: قليل غير شائع الاستعمال .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android