0 / 0

تفوته الصلاة بسبب الأدوية التي يتناولها

السؤال: 213317

أنا أستخدم علاجا نفسيا من الاكتئاب والوساوس ، كتبه لي الدكتور ، وكتب الاستخدام ليلا ، وأنا إذا أخذته ليلا أنام طويلا ، وتفوتني صلاة الفجر ، لهذا أنا آخذه نهارا ، وبالرغم من ذلك لا أستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر ، حتى عندما أعمل في الليل وآخذ العلاج فأنا لا أستطيع الاستيقاظ الظهر ، وأحيانا حتى العصر لا أستطيع صلاته ، وأستيقظ على أذان المغرب .
فهل أنا معذور ، وهل هذا غضب ؟ أنا خائف ، وراجي رحمة ربنا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأصل أن تصلى كل صلاة في وقتها المحدد لها شرعاً ، لقول الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) النساء/103 .
ولكن إذا كان تأخير الصلاة عن وقتها لعذر : فلا حرج على الإنسان ، إذا بذل جهده واتخذ من الأسباب ما يعينه على أدائها في وقتها من اتخاذ منبه ، وتوصية من عنده بإيقاظه للصلاة ، والله وحده هو العالم بحالك ، فإذا كنت حريصا على الصلاة ، معظما لشأنها ، صادقا في بذل ما تستطيع : فلا مؤاخذة عليك فيما لا تستطيع .
وما دمت محتاجا إلى تناول هذه الأدوية وهي التي تسبب لك ثقلا في النوم يمنعك من أداء الصلاة في وقتها فلا حرج عليك في ذلك ؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ” جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت : يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، قال : وصفوان عنده ، قال: فسأله عما قالت ، فقال : يا رسول الله إنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك ، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس . قال: ( فإذا استيقظت فصلِّ ) . رواه أبو داود (2459) وصححه الشيخ الألباني في ” إرواء الغليل ” (7 / 65) .
جاء في “معالم السنن” للخطابي (2/ 137) :
” في ذلك أمر عجيب من لطف الله سبحانه بعباده ، ومن لطف نبيه ورفقه بأمته ، ويشبه أن يكون ذلك منه على معنى مَلَكة الطبع ، واستيلاء العادة ، فصار كالشيء المعجوز عنه ، وكان صاحبه في ذلك بمنزلة من يغمى عليه ، فعُذر فيه ، ولم يؤنب عليه ” انتهى .
فإذا زال عذرك واستيقظت : وجب عليك أن تقضي ما فاتك من الصلوات مرتبة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها) رواه البخاري (572) ، ومسلم (684) .
انظر للفائدة جواب السؤال : (20882) .
وإذا استطعت تناول الدواء في وقت واسع بحيث يزول عن عنك أثر الدواء قبل حضور وقت الصلاة ، فافعل ، ولكن بعد مشاورة الطبيب في ذلك .
وإذا أمكنك أن تجعل وقت نومك ودوائك بعد صلاة الفجر ، وتدرك الظهر والعصر ، تصليهما مجموعتين ، قبل غروب الشمس : فافعل .
وإذا لم يمكنك أن تدرك العصر ، ومعها الظهر قبل غروب الشمس ، فتفويت صلاة واحدة ، أخف من صلاتين ، ولا داعي لتغيير موعد الدواء الذي حدده الطبيب ، ما دمت على كل حال : سيفوت منك وقت الصلاة .
نسأل الله لك العفو والعافية .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android