هل أدفع للخياطة القسط المتبقي إذا تأخرت في التسليم في الوقت المحدد ؟
السؤال: 213337
سلمت قماشا لخياطة مع نصف المبلغ المتفق عليه ، والذي تطلب مني جمعه جهدا كبيرا ، على أن تنهي عملها في ظرف أسبوع ، مر الآن أكثر من شهر ولم تسلمني العمل ، وكلما سألتها عنه تدعي أنها أنهته منذ مدة ، وفي كل مرة تنسى إحضاره لي .
فهل يجوز أن لا أدفع لها القسط المتبقي من المبلغ ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
العقد الذي جرى بينك وبين الخيّاطة ، هو عقد إجارة على عمل ، والأصل في العقود :
أنه يلزم كل طرف الوفاء بما وجب عليه بحسب الاتفاق ؛ لقوله تعالى : ( يا أيها الذين
آمنوا أوفوا بالعقود ) المائدة/1 .
قال ابن قدامه رحمه الله : ” قال أبو الخطاب : الأجر
يملك بالعقد ، ويستحق بالتسليم ، .. وإنما توقف استحقاق تسليمه على العمل ؛ لأنه
عوض ، فلا يستحق تسليمه إلا مع تسليم المعوض ” انتهى من ” المغني ” (5/330) .
وعلى هذا فلا يحل لها تأخير تسليم العمل والمماطلة به
، ولا يحل لك إنقاص المبلغ المتفق عليه ، وفي حال إخلالها بوقت التسليم ، فلك تأخير
تسليم المبلغ حتى تتسلمي العمل .
وأما المعاقبة بعدم إعطاء القسط الباقي أو الخصم منه
فليس من حقك فعله ، ما لم يكن منصوصا عليه كشرط جزائي عند عقد الإجارة بينكما .
وفي حال نشوء ضرر من تأخير التسليم ، وليس بينكما شرط
جزائي مسبق : فالمرجع إلى القضاء الشرعي ، ليحدد مقدار الضرر والعقوبة المناسبة له
؛ لأن الأمر يحتاج إلى اجتهاد ، وتفويض كل إنسان لفرض ما يراه مناسبا من العقوبة :
يؤدي إلى الفوضى والنزاع ، ولا يؤمن فيه الحيف وغلبة الهوى .
وينظر حول الشرط الجزائي في العقود جواب السؤال رقم :
(112090) ، وجواب السؤال رقم : (105290)
.
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة